يتداول التونسيون على صفحات الفيسبوك لقبا لوزير الخارجية الجديد وهو"بوشلاكة" أي "أبو شلاكة". ويبدو أنه لقبه فعلاً. يفعلون ذلك منابزة، وهو أمر غير مقبول في نظري، مهما كانت درجة الاعتراض على توزير الرجل... برأيي، إن أول من جعل هذا اللقب مستهدفا هو رئيس الوزراء الذي أسقطه فلم يذكره، وكأنه معرّة لحامله، عندما سمّى في المجلس التأسيسي لوزارة الخارجية، فاكتفى بذكر اسم الوزير واسم أبيه رفيق بن عبد السلام فحسب... وما كان على رئيس الوزراء أن يفعل ذلك وﻻ للسيد رفيق أن يوافقه عليه، لأن المرء ﻻ يختار عائلته وﻻ لقبه. ووزير الخارجية بينه وبين لقبه عشرة 47 سنة، فكيف يتنكر له بسبب الوزارة ويتخلّى عنه، والحال أن ما يشين المرء ليس لقبا ورثه وإنما أفعاله
فلنتحدث قليلاً عن الشلاكة، وهي نوع من النعال الخفيفة كثير التداول في كل أصقاع العالم بما في ذلك تونس. في تونس، أغلب أنواع الشلائك، شلايك بالتونسي، هي محلية الصنع ومنها النسائي ومنها الرجالي. وتلبس الشلاكة في البيت وخارج البيت وﻻ تلبس في المناسبات الرسمية. وهي تحمل إضافة إلى معناها الأصلي معنى مصاحبا سلبيا، وهو انعدام القيمة بسبب بخس ثمنها وكثرة ما تجرجر على الأرض. ويُقال: فلان شلاكة، أي ما يصلح لشيء، أو شلّكه أي حطّ من قدره. ورأيت الشلاكة تنتعل كثيرا في المشرق وفي دول الخليج ينتعلها العامّة وينتعلها الملوك، رأيتها في أقدام ملوك وأمراء مثل ملك السعودية وأمراء قطر والإمارات في مناسبات رسمية. ويبدو أن للشلاكة في أقدام هؤﻻء شأن آخر
ويروى عن الرئيس الحبيب بورقيبة أنه ألقى خطابا في بدايات الاستقلال دعا فيه التونسيين الذين تدل ألقابهم على عيب، أو تمثل حرجا بالنسبة إليهم، إلى استبدالها بالقاب ألطف منها. فتحولت ألقاب مثل "المذبوح" إلى "الممدوح"، ولقب "الدبّ" إلى "الأدب" و"المعوّج" إلى "المقدود" والقائمة تطول... ويبدو أن عائلة بوشلاكة على خلاف سليلها لم تستنكف من لقبها وتمسكت به وهذا يحسب لها... ومما يروى من أخبار طريفة من فترة تحسين الألقاب أن أحدهم توجه إلى دار البلدية للغرض، فقال للعون: أريد ان أغير اسمي. فقال العون : وما اسمك؟ قال: الحطّاب بن حلّوفة. وأسرّ العون في نفسه أن "حلّوفة" ﻻ تصلح في اسم رجل، وقال له : معك حق. فما الاسم الجديد الذي تريده لنفسك؟ قال: سمير بن حلوفة، يا سيدي
ومما قرات عن الألقاب أن لبنانيا لقبه "خرابة" كان شديد السخط على هذا اللقب كثيرالتبرم منه أمام أصدقائه... وفرقت الأيام بين الأصدقاء ... بعد سنين التقاه أحدهم في أمريكا وقد تزوّج امرأة أمريكية، وزاره في بيته، وكان له طفل صغير سمع أمه الأمريكية تناديه: "كيري". فابتسم الصديق وقال لها: اسم أمريكي جميل. فقالت الأم: إنه اسم الدلع من اسمه الحقيقي اللبناني "خرابة"، ونطقت الخاء كافا بلكنتها الأمريكية. اسم هذا الطفل الصغير كاملاً "خرابة خرابة". هكذا من الناس من يتمسكون بأسمائهم وبألقابهم ﻻ يريدون لها، مهما كانت، إخفاء وﻻ بدﻻ. ولله في خلقه شؤون
فلنتحدث قليلاً عن الشلاكة، وهي نوع من النعال الخفيفة كثير التداول في كل أصقاع العالم بما في ذلك تونس. في تونس، أغلب أنواع الشلائك، شلايك بالتونسي، هي محلية الصنع ومنها النسائي ومنها الرجالي. وتلبس الشلاكة في البيت وخارج البيت وﻻ تلبس في المناسبات الرسمية. وهي تحمل إضافة إلى معناها الأصلي معنى مصاحبا سلبيا، وهو انعدام القيمة بسبب بخس ثمنها وكثرة ما تجرجر على الأرض. ويُقال: فلان شلاكة، أي ما يصلح لشيء، أو شلّكه أي حطّ من قدره. ورأيت الشلاكة تنتعل كثيرا في المشرق وفي دول الخليج ينتعلها العامّة وينتعلها الملوك، رأيتها في أقدام ملوك وأمراء مثل ملك السعودية وأمراء قطر والإمارات في مناسبات رسمية. ويبدو أن للشلاكة في أقدام هؤﻻء شأن آخر
ويروى عن الرئيس الحبيب بورقيبة أنه ألقى خطابا في بدايات الاستقلال دعا فيه التونسيين الذين تدل ألقابهم على عيب، أو تمثل حرجا بالنسبة إليهم، إلى استبدالها بالقاب ألطف منها. فتحولت ألقاب مثل "المذبوح" إلى "الممدوح"، ولقب "الدبّ" إلى "الأدب" و"المعوّج" إلى "المقدود" والقائمة تطول... ويبدو أن عائلة بوشلاكة على خلاف سليلها لم تستنكف من لقبها وتمسكت به وهذا يحسب لها... ومما يروى من أخبار طريفة من فترة تحسين الألقاب أن أحدهم توجه إلى دار البلدية للغرض، فقال للعون: أريد ان أغير اسمي. فقال العون : وما اسمك؟ قال: الحطّاب بن حلّوفة. وأسرّ العون في نفسه أن "حلّوفة" ﻻ تصلح في اسم رجل، وقال له : معك حق. فما الاسم الجديد الذي تريده لنفسك؟ قال: سمير بن حلوفة، يا سيدي
ومما قرات عن الألقاب أن لبنانيا لقبه "خرابة" كان شديد السخط على هذا اللقب كثيرالتبرم منه أمام أصدقائه... وفرقت الأيام بين الأصدقاء ... بعد سنين التقاه أحدهم في أمريكا وقد تزوّج امرأة أمريكية، وزاره في بيته، وكان له طفل صغير سمع أمه الأمريكية تناديه: "كيري". فابتسم الصديق وقال لها: اسم أمريكي جميل. فقالت الأم: إنه اسم الدلع من اسمه الحقيقي اللبناني "خرابة"، ونطقت الخاء كافا بلكنتها الأمريكية. اسم هذا الطفل الصغير كاملاً "خرابة خرابة". هكذا من الناس من يتمسكون بأسمائهم وبألقابهم ﻻ يريدون لها، مهما كانت، إخفاء وﻻ بدﻻ. ولله في خلقه شؤون