lundi 26 mars 2012

الحكومة التونسية هي المساند الرسمي لتدافع المجتمع

نظرية تدافع المجتمع في تونس بشّر بها راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة،  بعد فوز النهضة بنسبة مرتفعة في انتخابت المجلس الوطني التأسيسي، وعندما سئل عن نية الحكومة المنتخبة، وغالبيتها من حزبه،  تطبيق أحكام الشريعة في المجتمع التونسي كتحريم الخمر وتغيير عادات بعض التوانسة في اللباس وما إليه..أشار وقتها إلى أنهم لا ينوون فعل ذلك في القريب العاجل وأن ذلك لا يحتاج إلى قوانين، وإنما سيتم بالتدريج عبر تدافع المجتمع...والتدافع هو نظرية حكمت عبر التاريخ علاقات الدول والشعوب وتِؤدي ككل تدافع إلى غالب ومغلوب منكفئ.. وهو صراع قد يستند إلى القوة العسكرية ويؤدّي إلى احتلال فعلي لدول من قبل دول أخرى، والتاريخ ليس بخيلا بالأمثلة، أوإلى إحلال شعب مكان شعب آخر عبر صراع أوتدافع على الأرض كما هو حاصل على أرض فلسطين...وإسرائيل حققت في هذا المضمار نجاحا بترحيل الفلسطنيين إلى الشتات وتحقق في يوم الناس هذا تقدما ملموسا في دفع أصحاب الأرض  بالتضييق عليهم  وهدم بيوتهم وقضم أراضيهم... وقد يستند التدافع بين الدول خاصة العظمى في عصرنا إلى القوة الناعمة أي الدبلوماسية فتحقق بعض البلدان لنفسها دون غيرها منافع اقتصادية  في جهات من العالم تملك الثروات

وقد يكون التدافع بين مكونات المجتمع الواحد، في المجمل بين تيارين يحملان مشروعين متناقضين، مشروع حداثي ومشروع سلفي، كما حصل في التاريخ القريب، في العالم الإسلامي، على سبيل المثال في أفغانستان وفي إيران  ...  نجحت حركة طالبان التي عادت  إلى أفغانستان، في تقديرها، بشرعية دحر الاحتلال السوفياتي في دفع البلاد قرونا إلى الوراء باسم تطبيق الشريعة الإسلامية،  وأغلقت المسارح والمرافق المدنية وأوصدت المدارس في وجه البنات، وهجّرت المرأة من الشارع إلى البيت لا تخرج منه إلاّ تحت خيمة، وأقامت الحدود... ولا فائدة من التفصيل في وقائع من التاريخ الحديث...وقد حُسم التدافع أيضا في إيران لصالح الملالي بعد إطاحة ثورة الخميني الإسلامية بنظام شاه إيران الوراثي الاستبدادي العميل لأمريكا والفاسد... واستند الملالي إلى شرعية الثورة الإسلامية المنتصرة لدفع وجه المجتمع الإيراني الذي كان وقتها منفتحا على الحداثة وتغييره، فضُيّق على الحريات وعلى الفكر وعلى الإبداع والفنون، وفُرض على سبيل الذكر لا الحصر على النسوة جميعا في إيران لباس موحد يقولون عنه أنه شرعي

أما ثورة تونس فهي ثورة شعبية بامتياز ثورة المقهورين والمهمشين، ثورة الكرامة والحرية، ولم تكن لها أية قيادة حزبية أودينية...ونظرية التدافع التي بشّر بها الغنوشي لا تستند إلى أية شرعية، ولا موجب فكري أو عقائدي لها،  فأبناء تونس- أغلبهم-  موحدون تحت لواء الإسلام والسنة النبوية الشريفة والمذهب المالكي...هذا التدافع الذي دعا إليه الغنوشي، لا بارك الله فيه( أي التدافع)، ظاهره نصرة الدين وباطنه ضرب مدنية الدولة وتقويض القيم الجمهورية-التي ضحّى في سبيلها أمجاد الوطن وروّوا أرضه بدمائهم الزكية- لإرجاع تونس قرونا إلى الوراء بتدمير كل مكتسباتها الحداثية التي لا تتعارض، أصلا، مع مقاصد الإسلام السمحة... هذا التدافع غايته الحقيقية الإستيلاء على السلطة  والحفاظ عليها باسم الدين، لإقامة دكتاتورية لاهوتية على الطراز الإيراني

هذا ولقد تفاجأت الغالبية العظمى من التونسيين، بعد أيام من ثورة 14 جانفي في تونس، بظهور ما يسمّى بالتيار السلفي، طلع في البداية محتشما، ثم استفحل ظهوره ونشاطه بصعود حركة النهضة إلى سدة الحكم،.فأصبح أتباعه يتحركون في شكل قطعان،يتنادون ويتناصرون ويعتدون على حريات الأشخاص  بالعنف اللفظي والجسدي، ويعطلون المرافق الحكومية بإقامة الاعتصامات كما حدث في كلية منوبة ...حضورهم في الشوارع أصبح دائما يرفعون أعلام أسامة بن لادن السوداء وتجرّؤوا مرّة على إنزال علم تونس وتعويضه بعلمهم. يكفرون المنادين بالدولة المدنية، ويوزعون مشروع دستور دولة الخلافة... يعنفون المحتجين على الحكومة والصحافيين الأحرار وأعوان الأمن، ويشتمون النساء وينعتونهن بالوسخ وبالفجور ويضربونهن في الطريق العام... كل هذه التجاوزات حصلت في شأنها نوازل وشكايات ولكن وزارة الداخلية لم تجتهد في إلقاء القبض على أي مدّعى عليه من السلفيين


والغريب أن  نبرة المسؤولين الرسميين تتسم تجاههم بالنعومة، يبررون خروجهم إلى الشارع بما عانوه من كبت زمن بن علي،  ويصفون كل ما يقال عنهم بالتهويل. أمّا تصريحات وزير التعليم العالي  فهي تدين في كل مرّة عميد كلية الآداب وتقلل من شأن اعتصام السلفيين...وراشد الغنوشي ينظر إليهم بحنيّة مشجّعة، وقال فيهم: هؤلاء يذكرونني بشبابي...أمّا وزير الداخلية فلا يرى بأسا من تجمهرهم ماداموا لا يخلّون بالنظام، ولم يلق  أعوانه القبض على أيّ مطلوب منهم... وحركة النهضة  لا ترى بأسا في الترخيص لحزب السلفيين حزب التحريرالذي يرفع "لاءات عَشر" هي خطر على كيان الجمهورية وعلى النظام الديمقراطي المنشود، أبرزها لا للديمقراطية، لا للّائكية، لا للجمهورية،لا للانتخابات، لا لمجلة الأحوال الشخصية.... و تنظر بعين الرضى لخروجهم في مظاهرات لنصرة الدين والشريعة. بل ونرى في التظاهرات توحّدا بين قواعد الحزبين، أي السلفيين والنهضاويين

 ولقد تبيّن أخيرا بما لا يدعو للشك أن الحكومة هي المساند الرسمي للسلفيين في تحركاتهم تشجع  التدافع بينهم وبين دعاة الحداثة والتشبث بمدنية الدولة وكأنها تستعجل الحسم والنتيجة المرغوبة منها: إقامة الدولة الدينية أو الخلافة السادسة كما ورد على لسان حمادي الجبالي. وأبرز صورة لهذه المساندة ما حدث أمس الأحد عندما رخصت وزارة الداخلية لتظاهرتين في يوم واحد وفي فضاء واحد: تظاهرة للسلفيين بعنوان نصرة الدين وجعل الشريعة المصدر الأساسي للتشريع في الدستور، وتظاهرة أخرى أقامها المسرحيون التونسيون امام المسرح البلدي بتونس  بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، أرادوها احتفالية يُخروجون فيها المسرح إلى الشارع ركح الحياة... وكان أن هجم السلفيون على المسرحيين وعنفوهم وطردوهم حتى انكفؤوا إلى داخل المسرح في مشاهد محزنة، ولم يأت تدخل الأمن إلاّ بعد أن وقعت الفأس في رأس المسرحيين... وأتبعت الحادثة المؤلمة ببلاغ من وزارة الداخلية في نشرة الأنباء المسائية على التلفزة الوطنية يقول إن الفعاليتين مرّتا بسلام ودون حوادث تذكر... وجاء من الغد التنديد

هذا التدافع يقسم المجتمع التونسي الذي ما عرفته شخصيا، رغم الخلافات في الأفكار والرؤى، إلا موحدا... فكرة التدافع شحنت قلوب السلفيين بالكراهية والتعصب وبغض كل ماهو حداثي ومدني، حتى لترى لهم أدمغة مغسولة مشحونة تكرر الكلام نفسه دون منطق أو مناسبة أو إبداع، تصر على فرض وجهة نظرها بكل الوسائل وعلى احتلال المساحات... والسؤال المطروح هذا التدافع أو الدفع إلى متى؟ .... إلى أين؟... هذا التدافع الذي لا مبررله كيف نقضي عليه؟ هذا التدافع الذي يراد فرضه في المجتمع ينبغي أن تُرجِّح فيه  الحداثة- التي لا تتناقض مع مبادئ ديننا الحنيف رغم جهل الجاهلين- الكفة لتوجّهاتها ، وينبغي أن يكون للمرأة الدور الأبرز  في هذه المواجهة ، لأنها المستهدفة الأساسية من قوى الردّة باعتبارها عمادا من أعمدة المشروع  الحضاري الحداثي، إذ كيفما تكون منزلة المرأة، تكون طبيعة المجتمع

 ملاحظة: فيما يلي أشرطة فيديو تبيّن على التوالي، العلاقة الحميمية بين جماهير النهضة والسلفيين/ اعتداء السلفيين على المسرحيين يوم الأحد  25مارس2012/ اعتداء سلفي على السيدة عون الأمن











mercredi 14 mars 2012

َ A propos de Sarkosy

La langue française, à l'école tunisienne, je ne l'ai pas choisie. Mais, je l'ai apprise, et Dieu merci. De ma Tunisie, je sens que  ce qui se passe en Fance, que je le veuille ou non, me concerne aussi.. Pour cela, je dis à Monsieur Sarkosy que vous avez commencé votre mandat comme un petit Bush et c'est comme un petit Staline que vous l'avez fini.  Chers Français, prenez votre temps, analysez et commentez ce que je disais à propos du président -s'il vous plait- et mercy à la Sarkosy.

mardi 13 mars 2012

تعارك سعد وسعد الله

في اليوم العالمي للمرأة أثبتت المرأة التونسية، أنها حصن حصين للوطن وللعلم المفدى رمز الرموز الوطنية... لقد قُـلّدت خولة الرشيدي الطالبة في الجامعة وسام الشجعان، لأنها تصدّت لمحاولة سلفي - من مُطيلي اللحى لبسة القمصان تقليدا للأفغان- إنزال علم تونس، في منوبة، من على مبنى كلية الآداب الغراء، لتعويضه بخرقة السلفيين السوداء.  هذا ولقد كشف الرئيس المؤقت عن نية سابقة له في استبدال علم تونس العريق الذي وهبه التوانسة، جيلا بعد جيل، أرواحهم  و نضالهم وحبهم، بعلم آخر -أقل ما يقال عنه أنه هجين- بتعلة غضبه من نظام شين العابدين، الذي كان يرفعه على شُعب حزبه التجمع في  ذلك الحين.  بالله يا رئيس الجمهورية فيم أذنب العلم حتى تستبدله وتقصيه ؟؟؟  وهل لما يجري اليوم، يا سلفيين وغيرهم، للعلم يد فيه؟؟؟  العلم التونسي رمز قدس، أصبح في زمن العكس، يصح فيه المثل: تعارك سعد وسعد الله حطّوا بَركة في الحبس  

lundi 12 mars 2012

الاستحمام عندنا مرفوض ، والتمسح بالثورة مرفوض

قبل الثورة، كان حزب التجمّع وصيّا على الساحة الثقافية، فطبعها بطابعه. وتردى تبعا لذلك -على سبيل المثال- مستوى مهرجانات تونس، حتى أصبح مهرجان قرطاج الدولي سوقا للفنانين المغمورين الكاسدين يعتلون ركح قرطاج  الأثري الشهير باحثين عن الشهرة والنجومية... بعد الثورة، أصبحت حركة النهضة وجماعات تسمي نفسها بالإسلامية تدعو شخصيات دينية، بعضها يثير الجدل، مثل وجدي غنيم، المطرود والممنوع من كم بلد والمحكوم في كم  قضية، وعائض القرني الداعية المحكوم في بلاده في سقطة أخلاقية...نحن نرفض أن تصبح تونس حمّاما يستحمّ فيه هؤلاء، ويتمسّحون بالثورة التونسية، لاستعادة ما فقدوه في بلدانهم من بريق وشعبية، بإطلاق تصريحات نارية،  أو باستغلال ما لدى التوانسة من صدق الدين وحسن النيّة: ما معنى نعيب القرني على تويتر  في تونس: الناس كالغمام إنه الإسلام... هل يعني أن حضور الناس لسماعه هو دليل الإسلام ؟ أم أننا في حاجة إلى شهادة منه على أن  تونس فيها  الإسلام؟؟؟   وعليه، نهيب بشركائنا في البيت، تونس، أن يتحرّوا حول شخصيات ضيوفهم - الذين شئنا أو أبينا هم ضيوفنا- فيرفعوا عنا  وعنهم الحرج. ولينظروا ، قبل دعوتهم، في سيرتهم الذاتية، وإن كان حولهم شبهات قديمة أو آنية.... وأذكّر إخواني في الوطن بأن المثل يقول: قل لي من ضيفك أقول لك من أنت. أما عن الدعوة والضيافة، فالمثل التونسي يقول: ما تدخل لدارك كان القمح والشعير، أما الفول قرباع.  فما يُثير في تونس أخذا وردا وضجّة بلاه   

dimanche 11 mars 2012

سيعِظ أهل تونس ضيفهم الداعية عائض القرني


 عائض القرني، ضيف تونس هذه الأيام من شهر مارس، سارق، سطا على كتاب مواطنته، من بلاد الحرمين الشريفين، سلوى العضيدان،هكذا هزموا اليأس: قصص عظماء، تجارب إنسانية، حكايات واقعية. سلوى العضيدان أم لطفل متوحّد، يبدو أنها كتبت الكتاب لنفسها أولا، حتى تقويها وتفتح لها باب الأمل.أخذت مادة قصصها من 44 مرجعا، وأعادت صياغتها باسلوبها الخاص وعلقت عليها، وقدّمت لكتابها- الذي كرّست له 4 سنوات من حياتها - بمقدمة من بنات أفكارها... وقد تفاجأت الكاتبة المبدعة بوجود كتابها في الأسواق منسوبا إلى: د. عائض القرني بعنوان: لا تيأس. الكتاب كتابها، والأفكار أفكارها، الصياغة صياغتها، والأسلوب أسلوبها، واسم الكاتب غير اسمها

وقد تفاوضت معه الكاتبة عن طريق زوجها، واعترف عائض القرني شفويا بالسرقة، ولكن لم تكن له الشجاعة الكافية لتحمل استتباعات فعلته، فلم يقبل بشروط الكاتبة عليه: الاعتذار لها كتابيا، والتخلّي عن ملكية الكتاب الفكرية بأن لا يعيد نشره  مستقبلا في الداخل أو الخارج، وسحب النسخ المعروضة منه في الأسواق. كاتبت المرأة وزارة إعلام بلادها، ونشرت لدى القضاء دعواها...وهي تواجه هجمة شرسة من أنصار القرني يقفون مع الباطل، ويطعنون في شكواها

مدينة القيروان التونسية موطئ قدم الإسلام الأولى في إفريقيّة ورمز لإشعاع الحضارة الإسلامية، وبلاد الإمام سحنون الفقيه والقاضي الذي عرف بصرامته في الحق في  النوازل المعيشية والفقهية. هذه المدينة تستضيف فيها جمعيةٌٌ عائض القرني،  لإلقاء محاضرة في جامع عقبة ابن نافع المعمور، ويقدّم الرجل على أنه داعية إسلامي، هذا الرجل لم يستفد من وعظه، فقد غلبته نفسه الأمارة بالسوء، ويستحق من أهل القيروان ومن أهل تونس جميعا الوعظ . ونقول له: اتّق الله في حقّ هذه السيدة....واعتبر بما ورد  على لسان الشاعـر: لا تنه عن خلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم


 ولقد  ناشدت الكاتبة أعلى هرم السلطة في بلادها حتى تُنصَف في هذه المظلمة. ونتمنى، نحن في تونس، على الشخصيتين اللتين ستلتقيانه حتما:  نتمنى على رئيس حزب النهضة، أن يقف مع الإنصاف في هذه القضية، فيعظ الرجل بدرر الإسلام والسنّة النبوية...و على السيد عبد الفتاح مورو- المحامي - بأن  لا يعيد ما فعل مع وجدي غنيم، فلا يعطي الزائر على جبينه قُبلة سَنيّة، وبأن يبصّره بالحق فيرجع إلى الطريق السويّة... لهذين، ولكل تونسي في بلادي، الجمهورية التونسية، أقول: أمانة، عِظوا الواعظ، عائض القرني،  في هذه  المظلمة الفكريّة. وأختم قولي بدعوتي شعبنا في بلاد الحرمين الشريفين، وفي بلاد العرب والمسلمين الأبيّة، أن يقاطعوا كتب عائض القرني حتى يعترف بسرقته الأدبيّة... وتآليف هذا الرجل، بنظري، فاقدة للمصداقية.  لسماع شهادة الكاتبة سلوى العضيدان انقر هنا


ملاحظة: كثيرا ما تصلنا الأخبار متأخرة... رغم ذلك لا أسحب مقالتي ، فحسب أضيف هذا المقطع من مقال عبده خال من جريدة عكاظ  حول سرقة عائض القرني" كنت أرقب القضية مثلي مثل أي متابع متأرجحا بين التصديق والتكذيب لدعوى الأستاذة سلوى وأمنية أن لا تتحقق دعواها كون من تتهمه مؤتمن على أفكار وثقافة مجتمع كامل.
وقد استطاع الدكتور القرني إيهامنا ببراءة كتابه حين صرح محاميه محذرا الكتاب ووسائل الإعلام من مغبة الحديث عن دعوى الأستاذة سلوى وأن الشيخ سوف يقاضي أي كاتب أو وسيلة تتعرض له شخصيا أو لكتابه مثار الدعوى، هذا التصريح مكنني من ترجيح سقوط الدعوى فلا أحد يقدم على مثل ذلك التصريح الناري ما لم يكن واثقا من سقوط دعوى خصمه.
وبالأمس أسقطت لجنة حقوق المؤلف بوزارة الثقافة والإعلام تماسك الشيخ الداعية القرني حين أصدرت حكما بتغريمه مبلغ 330 ألف ريال سعودي، متهمة إياه بالاعتداء على الحقوق الفكرية للغير.. كما شمل الحكم سحب كتاب «لا تيأس» من الأسواق، ومنعه من التداول، ووضعه بشكل رسمي على قائمة المنع حتى لا يدخل إلى المملكة " وشكرا على المتابعة
   

samedi 10 mars 2012

خِضر يساوي صِفر

تتالى خيبات التونسيين في  خصوص نسق المجلس الوطني التاسيسي التونسي في العمل ، فبعد خمسة أشهر من إجراء الانتخابات، لم يكتب بعد حرف في الدستور. تحرك المجلس ليس على مستوى الأحداث الجارية يوميا في البلاد التونسية: تعطيل الحياة الجامعية ، تهديد الأمن من قبل السلفية، وإنزالهم العلم، رمز تونس،  من على مؤسسة رسمية... ولا هو تحرك في مستوى الرهانات المستقبلية...  مجلس مدحور بتعنت الأغليبة، التي لا تعطي قيمة للقرارات التوافقية، ولا تقيم وزنا للكفاءات الشخصية... ونسوق مثلا  انتخاب المقرر العام للدستور في صلب المجلس، حيث سعت المعارضة للتوافق على  نائب هو أستاذ في الاختصاص  وعميد كليّة، ولكن حركة النهضة رفضت ورشحت السيد الحبيب خضر وهو دون  الأول قيمة علميّة، وقد فاز، رغم ذلك، بتصويت الأغلبية وأصبح مقررا لدستور الجمهوريّة. دستور نتمنى أن يرى النور، وأن لا يبقى في قلب التوانسة مجرّد أمنيّة

لا أريد أن أغدّكم في هذه الأمسيّة، لذا سأروي لكم نكتة، ومعذرة لأنها مدرسيّة. كان المدرس يدرب تلاميذه على دقة الملاحظة وعلى المقارنة والاستنتاج، ويأبى على نفسه اتباع الطرق التلقينية التقليدية. كان كثير النشاط في متابعة ما استجد من طرق تعليمية وبيداغوجية، دؤوبا على ممارسة الطريقة التفاعلية. دخل يوما الفصل وبدأ درسا في الحساب...أخذ قطعة من الطباشير الأصفر ورسم على السبّورة دائرة، صِفر، وسأل ما هذا؟ رفع أحدهم يده وأجاب: صِفر. ثم أخذ قطعة طباشير خضراء ورسم قرب الدائرة الأولى دائرة ثانية،  وسأل ما هذا؟ فأجاب متعلم ثان:  خِضر... فابتسم المعلم وقال: من له تدخل يخصّ الإجابيتين الأولى والثانية... فأخذ الكلمة مشارك ثالث وقال: خِضر يساوي صِفر يا سيدي

jeudi 8 mars 2012

منزلة المرأة أساطير تونس ترويها

 إن منزلة المرأة التونسية  ظلت على مدى العصور معتبرة، واقعا في حياتها... هذا ما ترويه أسطورة تشييد قنطرة مجاز الباب الأثرية التي  شاهدها كل التونسيين على شاشات التلفزات التونسية، إبان عرضها لمشاهد الفيضانات التي اجتاحت المدينة  فكانت عليها بليّة... ويُرجع التاريخ  إلى الحقبة المرادية من تاريخ تونس بناء الجسر ... والقنطرة أعجوبة أثرية نظرا لضخامتها ولضخامة ما استعمل في أعمدتها من الصخر... إلا أن شيوخ مجاز الباب يتداولون أسطورة  عجيبة  بخصوص بناء القنطرة:   من بنى الجسر زوج وامرأته. كان الرجل يبني، وكانت الزوجة تحمل ابنها على ظهرها، يَد تقلي في القليّة*، ويَد تمدّ  الحجر لزوجها

هذه الأسطورة تروي في الحقيقة واقع حياة التونسية الأصيلة:  تلك المرأة التي  يعوّل عليها في خلق المعجزات. هي الزوجة والأم  وربة الأسرة وشريكة زوجها في البناء. تلك التي طالما مثلت -من وراء الحجاب المفروض عليها في الحضر في عصور الانحطاط في تونس- سندا للرجل في مجال الاقتصاد وغيره. ففي مدينة مثل القيروان، الحلويات من كان يصنعها؟   والزربية ذات الشهرة العالمية -إلى اليوم- من  ينسجها؟  في تونس وصفاقس، الشاشية من كان يزرد صوفها ؟ والجبة من يخيطها ؟ والبرنوس من كان يحيكه؟ والفخار - في مناطق متعدّدة من البلاد- من جالب طينه ومن يُبدعه ويَحميه؟ إنها أنامل المرأة السحرية...أما في أرياف تونس شمالا وجنوبا وشرقا وغربا،  فالمراة هي شريك الرجل في الزرع والحصد والجني والقطاف

وأجزم أن التونسي الأصيل لم ينظر إلى المرأة التونسية في تاريخها قاصرا بالفعل  أوعالة عليه، وأنه كان  يرزح تحت مظلمة التجهيل والتهميش المسلطة عليها وعليه . ودليل ذلك  أن الأسر، بعد الاستقلال، سارعت إلى الدفع بالبنت  مع الولد بكثافة، إلى مقاعد الدراسة، حيث أثبتت التونسية أنها ند لأخيها التونسي في طلب المعرفة، فشاركته في الفصل وفي الشارع وفي الإنتاج وفي البناء ...  وأختم بقولي لمُطيلي اللحى الجهلة، لبسة القمصان، مقلّدي  الأفغان:  إنكم أخطأتم في الحسبان، وأن في الإسلام  دين الرحمة  ليست المرأة عورة، وأن المرأة العربية والمسلمة ينبغي أن تكون كما عليه في تونس المرأة،  رمزا للعطاء والثورة

أ* القليّة: قمح محمص في الطاجين يؤكل ساخنا أو يطحن طحنا دقيقا ليتحول إلى بسيسية  والبسيسة زاد للأسرة التونسية في البدو والحضر    

vendredi 2 mars 2012

شكّار روحو يسلّم على الحكومة

في جلسة الحوار مع الحكومة يوم 1 مارس 2012 التي انسحبت منها المعارضة  عن صواب أو عن خطأ، سمعنا من وزراء الحكومة تلاوات للإنجازات، من مثل أنّ التوجهات المعتدلة الوسطية للحكومة ميزة ساياستها الخارجية. وهذا الكلام  لم تبتدعه حكومة النهضوية، وتوصيفها ليس من عندي ولكنه توصيف الرئيس المؤقت للجمهورية. فهذا خط تونس  منذ 1956 أي تأسيس الجمهورية التونسية . ينضاف إليه جعل مصلحة تونس والتونسيين فوق كل اعتبار. هذا المبدأ الأخير لم تلتزم به الحكومة وتجلى خاصة خلال زيارة الجبالي إلى بلاد الحرمين الشريفين، حيث فضّل رئيس الحكومة عدم إحراج ملوكها الذين أعطوا الأمان للرئيس السابق المتهم  بجرائم قتل وسرقة وإفساد،  ولم يطالبهم بتسليمه، فأسقط حق ضحاياه في محاكمته وتجريمه وتغريمه....  فعل ذلك لأنه في عطائهم طمع، ولم يعلم أنه على مائدة اللئام وقع، وشيّعته صحافتهم بما من الكلام فَظُع، واعتبرته متسوّلا، واهما، إذ ليس كل فرد عندهم، كما يقولون، على بئر بترول جالسا

أما عن مؤتمر أصدقاء سوريا فظل وزير الخارجية يعدّد  أمام الحضورما تمخّض عنه المؤتمر بكلام رنّان طنّان... مؤتمر احتضنته الحكومة طمعا في تحقيق انجاز على الساحة الدولية، وإذا   لطفي زيتون  وهو وزير في الحكومة النهضوية، يلخّص نتيجته على شاشة التلفزة التونسية، مساء الثلاثاء 28 فيفري، بثلات كلمات خفاف نظاف: كلهم روّحوا غضبانين... والشعب التونسي غضبان أيضا، لأن أحدا من نواب الشعب لم يسأل الوزير من أين وكم  على هذا المؤتمر كان حجم الإنفاق؟  يَعُدّ  وزير الشؤون الاجتماعية قطع الملابس المستعملة والحشايا، على منكوبي الفيضانات  المشردين في الآفاق، ولا يعدّون المال المهدور على دعاة الشقاق والنفاق؟

وزير الداخلية يصف إنجازات الحكومة بأنها باهرة لا يشكك فيها إلاّ حسود، أي عدو لدود... ويكفيك ما ورد في مداخلات  النواب المحسوبين على الترويكا نفسها،  من قائمات النقائص والطلبات التي لم تلتفت إليها الحكومة، ومنها هشاشة الوضع الأمني، لكي تفهم  أن هذه الحكومة إلى حد اليوم تبيع كلاما للتونسي  .... وما المسيرة التي نظمها الاتحاد التونسي للشغل بداية الأسبوع، والتي آزرته فيها كل القوى المدنية والحية في البلاد ومارفعته الأطراف من شعارات، إلاّ تفنيد لمزاعم  الحكومة في النجاحات...   مسيرة رفعت  فيها أعلام تونس، هالت الحكومة وأغاظتها، فأطلقت عليها آلة القمع وفرّقتها. والحال أن مسيرات السلفيين تجوب جهات البلاد، طولا وعرضا، بالتكبير والتكفير، وتحمل أعلام السواد،  وهي تواجه بالتغاضي لأنها على قلب وزير الداخلية أحلى من العسل على الفؤاد