jeudi 12 juillet 2012

إنّ الصدق من دواعي الاحترام


كل يوم تسمع عجيبة ترد على لسان متحدث من حركة النهضة... سمّها فِرية أوسمّها كذبة الأمر سيان...الأكيد أن المتحدث منهم يطلق التلفيقة بكل ثقة وإصرارحتى ليتوهم خالي الذهن أن ما يقوله هو حقيقة وصواب.  لطفي زيتون وجه من وجوه حركة النهضة يذكر في كل منبر أن نصف التونسيين أو 40 بالمئة منهم  اختاروا النهضة، وهاذي نتائج الانتخابات  التي أوصلتها إلى الحكم، إذ يؤكد الرسم التالي كذب ما يدّعي
تسمع كان الشعب اختار اش اختار هاى النتائج واحد يقلك الشعب معناها 10 ملاين و واحد يقلك نصف الشعب و يمكن مدة اخرى تولى حتى شعب الصين اختار معانا
===================
https://www.facebook.com/U.P.R.anti.fetna
============================
أما ممثل كتلة النهضة في المجلس التأسيسي فزعم في حوار تلفزي أن رأسي مواجهة طغيان بن علي في تونس كانا حركة النهضة والاتحاد العام التونسي للشغل وكانا لوحديهما. وفي هذا تزوير بين للتاريخ من وجهتين، أن المتحدث جعل حركة النهضة  نِدّا للاتحاد العام التونسي للشغل، وشتان بين الثرى والثريا من حيث العراقة في التاريخ النضالي الوطني والاجتماعي، وأنه أنكر نضالات الأحزاب الأخرى والدور الفعال الذي لعبته الرابطة التونسية لحقوق الإنسان في هذه المواجهة.  أمّا الغنوشي رئيس الحركة فنعت في حديث له النهضة بأنها منظمة عريقة ونعت بالعتيد الاتحاد العام التونسي للشغل ليحدث نوعا من التساوي بينهما، والحال أنّ النعتين  ينسحبان معا  على الاتحاد العام التونسي للشغل دون غيره، فهو المنظمة الوحيدة  الصامدة التي جمعت الصفتين معا في تونس ...
وقد خرج علينا منذ يومين القائم على تحضير مؤتمر النهضة في جويلية، في قناة نسمة، يعلن ما يدل على أن حركة النهضة ليست عريقة، بل هي تبحث عن جذور طيبة تستولي عليها وتنتسب لها. فقد صرّح أن حركة النهضة هي امتداد للحركة الوطنية التي قادها عبد العزيز الثعالبي. والشيخ الثعالبي هو زعيم من زعماء الحركة الوطنية ومؤسس الحزب الحرّ الدستوري القديم، صاحب المؤلف الشهير "روح التحرر في القرآن" الذي صدر بباريس سنة 1905 وقد " كتبه ردا على بعض الاتجاهات الإسلامية من خصومه، وأظهرفيه الدين الإسلامي الحنيف في مظهر الدين المقام على أسس الحرية والعدالة والتسامح، وأقام الدليل على أن الإسلام في شكله الصحيح لا يتنافى مع المدنية الحديثة ولا يعوق التقدم، وقد تضمن ذلك الكتاب كثيرا من الأفكار الإصلاحية التي كانت رائجة وقتها، لا سيما منها المتعلقة بتحرير المرأة المسلمة... " أمر النهضاويين عجيب...!!! يبحثون عن نسب للنهضة وأصلها معروف؟؟؟  ولا غبار عليه،  فالنهضة من الإخوان. "الحركة لم تعلن نفسها في بيانها التأسيسي أنها مرتبطة بالإخوان ولم تنف ذلك أيضا. تقول بعض المصادر أن الحركة قامت على منهج وفكر الإخوان المسلمين.... كما تصنفها مصادر على أنها إخوان تونس، كما أن رئيس الحركة ومؤسسها راشد الغنوشي عضو مكتب الإرشاد العالمي لجماعة الإخوان المسلمين ..." ويكيبيديا .  والمراجع لشرح مرجعية الإخوان المسلمين  ومشروعهم عديدة، لكن الأكيد أن الوطنية والديمقراطية  ليستا من همومهم. وأجزم أن لا علاقة تربط جماعة النهضة بالشيخ عبد العزيز الثعالبي سوى اختيار الحركة اسم مجلة " الفجر" التي أسسها الشيخ اسما لجريدة النهضة... أما من حيث المحتوى والمستوى فلا علاقة بين النشريّتين...
وأختم قولي بأننا، نحن التونسيين، نعرف حركة النهضة متى نشأت ولِمَ نشأت وما كان مشروعها في المنطلق ولِمَ ناضلت: فهي لم تناضل من أجل الخبز والحرية والكرامة للمواطن ولا لدوافع وطنية... فلو قال منتسبوها عن أنفسهم بدأنا إخوانا ناضلنا لإقامة الدولة الدينية، لإقامة الخلافة الراشدة. وقد تورطنا أو تورط شبابنا في أعمال عنف وتفجيرات... ولكن مع الزمن تطورنا وعدّلنا مشروعنا، ونحن نسعى إلى مشاركة أبناء الوطن في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي تتحقق فيها العدالة والمساواة والتنمية، عن طريق المنافسة الشريفة والشفافة، وكانوا فيما قدّموا صادقين، لكانت أحوال حكومتهم وأحوال تونس أفضل بكثير..إن  الصدق من دواعي الاحترام... لكن الحركة اتخذت ازدواجية الخطاب منهجا، والمراوغة وسيلة للتأثير والتقرب من الناس بالكذب والافتراء. والمراوغة لا تفضي إلاّ إلى طريق مسدود، وإن حبل الكذب لقصير...