lundi 6 août 2012

العنف السَّلَحْفِي، أوّلا أو آخرا، و في كل الأحوال

امرأة تونسية كادحة لم تؤم المدرسة يوما، ولكنها تعيش واقعها بعمق، وتتحدث في كل المواضيع، وتخوض  غمار السياسة، وتعبّر كغيرها من التونسيين عن تطلعاتها ومخاوفها في ما يتعلّق بحاضر تونس ومستقبلها. وقد أدركت بالبيّنة أوبالحدس أن الظاهرة السلفية دخيلة على تونس،" ما هيش متاعنا". وكانت تسمّي السلفي عندما تذكره " السَّلَحْفي " وتجمعه "بالسَّلَحْفيين" وهي بذلك أوجدت لهم "مصطلحا"  استخدمت فيه النحت بين السلفي ولِحيته، وهي سمة مميزة له. وتمّ هذا النحت عندها بالفطرة. وقد رأيته وجيها ومعبّرا، لذلك دأبت على استعماله.

وأذيّل مداخلتي هذه بعرض أشرطة توثق تحرك السَّلَحْفِيين  دون حسيب ولا رقيب، وتوثق اعتداء سَلحْفِي على الشيخ عبد الفتاح مورو بنزل القصبة بالقيروان بعد الإفطار يوم 5 أوت 2012. وقد كان الشيخ يشارك في محاضرة حول "التسامح في الإسلام". ومن أبرز الأعلام الحضور فيها  المفكر الإسلامي التونسي يوسف الصديق. ويناصب السَّلَحْفيّون هذا المفكر العداء ويدأبون على العمل على إفساد المحاضرات التي يلقيها أو يشارك فيها بالتشويش وإحداث الفوضى وبالعنف اللفظي والمادي. وهذا أمر يعرفه أولو الأمر، وتعرفه وزارة الداخلية بالتحديد. 

فلماذا غاب الأمن عن هذه التظاهرة وهو يعلم أن وجود المفكر يوسف الصديق يستجلب العنف السَلَحْفِي بالضرورة؟؟؟ وأسأل سؤالا "على الطاير"، النهضة، ماسكة الحكم وحافظة الأمن، من تريد أن تخوّف في الحقيقة بتغافلها وتجاهلها للعنف السَّلَحْفِي  وبتغييبها عناصر الشرطة في تلك الأمسية، يوسف الصديق؟؟؟ فتُسكِت صوته، أم الشّعب التونسي؟؟؟ حتى يعزف عن حضور نوع معين من الندوات الفكرية ويقاطع مفكرين معيّنين، بما أن وجودهم  يجعل المحاضرات أو الندوات تنقلب في كل الحالات إلى شغب وعنف. 

الأكيد الأكيد أن الشيخ عبد الفتاح مورو ينطبق عليه المثل " يجيك البلاء يا غافل" ، وأنه قد علق، في ذلك الحين، في قلب الصراع الدائر بين توجّهين متناقضين في فهم الإسلام: إسلام متنور معتدل متسامح وإسلام وهّابي متعصّب. وكان السّلحْفي يريد الشيخ عبد الفتاح إلى جانبه في تلك اللحظة. ولمّا فشل في إقناعه وضمّه إلى موقفه، غدره وانقلب في لمح البصرمن محاور إلى  معتدٍٍ  شرس، شجّ رأس الشيخ بكأس أدمت جبينه، وطيّر عنف الضربة العمامة من على رأسه الجليل.... وذلك هو منهج السّلَحْفِيين في السيرة والسلوك: العنف أوّلا أو في آخر المطاف، ولكن في كلّ الأحوال.


                                      لحظة الإعتداء على عبد الفتّاح مورو 6-8-2012


 أنقر هنا  لمشاهدة فيديو  الإعتداء على عبد الفتاح مورو ويظهر فيه المعتدي

أنقر هنا لمشاهدة صورة لتعليق منهج السلف الصالح بالقيروان على الحادثة