mardi 28 mai 2013

هذا هو وجه تونس....

  الصادقون الصادقون هم أبناء تونس الذين عانوا من الاستبداد، ولكنهم ظلّوا يمشون على الأرض ولم يغادروا البلاد. هؤلاء حريصون، فعلا، على إرساء الديمقراطية... وغيرهم، وهم من فصيلة واحدة، من اختاروا زمن بن علي اللجوء إلى الخارج، شرقا وغربا، وتمتّعوا بالدولارات وبرفاه عيش ورقي الحضارات، أو  اختاروا العيش  تحت الردم  في الحفر إمعانا في الحذر وتوقيا من الخطر،  ثم هبوا فور حدوث الثورة إلى تونس من وراء البحار كالجراد أو خرجوا من  الجحور كالجرذان معتقدين أنه آن الاوان ليضعوا ايديهم على عروس البلدان. ونظّر لهم راشد الغنوشي  بنظرية التدافع الاجتماعي التي مفادها أن كلّ شيء في تونس يؤخذ غلابا، وأوهمهم  بأن كل نشاط لهم متاح  وانّ كل ما يريدون لنصرة الدين مباح ...فدعوا إلى أرض تونس الطاهرة شيوخا من برّ الخليج عقولهم في سراويلهم  يفتون في إرضاع الكبير وختان البنات وجهاد النكاح ... وتشبهوا بالأفغان ونصبوا خيام الدعوة وحملوا السلاح، وافتكوا المساجد وأنزلوا خطباءها وملؤوها بالصياح، وتحصنوا بالشعاب والجبال وأعلنوا على التونسيين الجهاد والكفاح. وهذا لعمري أقصى درجات التدافع، يريدون بقوة السلاح دفع وجه تونس الجمهوري الحداثي المتحضر المتفتح المتّزن لاستبداله بنموذج عفا عنه الزمن.

يوم الاثنين 27 ماي 2013 ظهرت بكلية الآداب بمنوبة بالعاصمة باكورة نتائج الامتحانات الجامعية في الجمهورية التونسية، وهي نتيجة مناظرة التبريز في شعبة اللغة الفرنسية مناظرة مشهورة بصرامتها الكليّة. وكان النجاح حليف أربع طالبات صبايا تونسيات جميلات ذكيّات متألقات، يعكسن وجه تونس الحقيقي كما كان، وكما يجب أن يكون... تونس التي لا يتمايز مواطنوها بالجنس ولا باللون ولا بالعرق ولا بالطبقة الاجتماعية .إنما يتمايز فيها التونسيون نساء ورجالا بالكفاءة العلميّة. وفيها يتنافس المتنافسون. إنّ تونس تواجه  حملة مسعورة  غلى النمط المجتمعي المدني التونسي وعلى مكتسبات المراة،  يقودها السلحفيون  ويساندهم  في ذلك بالمجلس الوطني التأسيسي نواب  حركة النهضة،  الذين يناورون ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا للالتفاف، عبر بنود الدستور، على مدنية الدولة وعلى ما يجب للقضاء  من استقلالية،  وعلى ما اكتسب من حريّة،  بغية فتح مداخل للدكتاتورية الدينية... ولكن المجتمع المدني ومجمل الشعب التونسي  بالمرصاد لهكذا مناورات ومحاولات بالنضالات وبما بتحقق على أرض الواقع من إنجازات ... وأقول للذين يعيشون في الأحلام وفي أوهام الماضي والخيال،الذين  يعيشون في العمى، أزيلوا عنكم مظاهر الهم والغم، وفتّحوا أعينكم على وجه تونس الجميل... وهنيئا للطلبات الناجحات الشريكات في بناء غد تونس الأصيل..