mercredi 16 janvier 2013

في الذكرى الثانية للثورة التونسية

كتبت في هذه الثورة غزلا كثيرا، وتحمست لها، وأبديت آراء، واتخذت مواقف ومواقع .. وكان لدي أمل كبير وحلم عظيم... أنا لا أرى موجبا لجرد ما أنجز وما لم ينجز في سنة الشرعية... ما كان وما لم يكن ليس بذي بال في نظري، فأنبغ علماء الاقتصاد يقرون بأن تغيير واقع الحال في سنة من المحال. والتضحيات قد تكون مقبولة عندما يرى الناس انتظاراتهم ممكنة ...  ولكن لا نور يتجلّى من آخر النفق... عندما رأيت رئيس الحكومة التونسية يتوشح علم دولة قطر، قلبي انفطر. وتأكدت أن ولاء حكومتنا ليس لتونس وإنما لخدمة ولاءات حركة النهضة، الحزب الحاكم. عندما سمعت في برنامج تلفزي أن طائر الحبارى في الجنوب التونسي - بعلم رئيس الحكومة - مهدد بالانقراض نتيجة صيد أثرياء  الخليج العشوائي له، يستهلكون كبده كمنشط جنسي، تألمت. عندما شاهدت الغنوشي رئيس حركة النهضة الحاكمة في فيديوات عديدة يتاجر بالدين، غضبت.  عندما رأيت المناصب الوزارية والإدارية توزع بمعيار الانتماءات الحزبية وبمنطق الغنيمة، سخطت. كلما تجولت في شوارع تونس ورأيت تونسيا بهندام أفغاني، حزنت كلما رأيت ميلشيات النهضة المتسمية بروابط حماية الثورة، تقيم التظاهرات مساندة لحكومتها وتعنّف الحقوقيين والإعلاميين بلا وازع ولا رادع، مرضت. كلما شاهدت  ما يدور من نقاش من قبل أكادميين وخبراء في القانون حول مسودّة الدستور وما ضمن فيه من فخاخ تضرب مبادئ حقوق الانسان ومدنية الدولة والعلاقة السوية بين السلطات الثلاث، انقهرت. كلما سمعت رئيس الجمهورية يخطب، توترت. سبحانه من هز عبد وحط عبد... كم هو فتّاك مفعول الكراسي بمبادئ الرجال... في الذكرى الثانية للثورة التونسية ما احتفيت وما احتفلت...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire