samedi 19 février 2011

التعدد

 العدد واحد هو رأس السلسلة العددية والتوانسة من بداية الاستقلال إلى يوم هروب الهارب عاشوا تحت عباءة  الواحد الرأس: الرئيس الواحد والحزب الواحد واتحاد العملة الواحد والإدارة الواحدة... وقد  انقسم المجتمع إلى مسبح بحمد الواحد وسائر في ركابه أومنافق له ليستجدي بعضا من مكرماته، وحتى المعارضة تدور في فلك الواحد وتقر بوحدانيته وبعجزها عن كسر أو حتى تطويق هذه الأحادية- وﻻ فخر لها في ذلك- والمنكر لهذه الأحادية يلوذ بالصمت،  وهذه حال أغلب التوانسة -وﻻ فخر لهم في ذلك- إلى أن دوى صوت شباب تونس عالبا رافضين الهوان والظلم فصنعوا المعجزة وغيروا التاريخ ولهم كل الفخر في ذلك، والعزة والمجد للشهداء

ولقد تعجبت كل العجب من حديث وزير التربية السيد الطيب البكوش عندما تحدث عن رفضه الوزارة التي عرضت عليه  في الزمن البائد ولم يقبلها لأنه رفض- كما قال- أن يكون وزيرا في نظام بوليسي. إن كﻻم  السيد الوزير الحالي  يجانب الصواب إذ لم يرفض الوزارة أنذاك،  وإنما اعتذر عنها لأن المرء في زمن بن علي يعتذر وﻻ يرفض - وﻻ فخر للوزير في ذلك
ولقد نشأت عن هذه الواحدية أنواع من المافيا
منها المافيا السياسية: فالمجتمع  التونسي حائر في أمرها،  إذ رغم فرار رأسها ما زالت نشيطة، تصول وتجول  بدون رقيب أو حسيب. ويبدو أن الحكومة الوقتية تتلكأ في حسم حل التجمع الﻻدستوري والﻻديمقراطي - والحال أنه ما من  عاقل يشك في أن للتجمع يدا آثمة في تعكير الحالة الأمنية - كيف ﻻ، وبعض مكوناتها  هم من أزﻻم بن علي  وأيتامه
ومنها المافيا الاقتصادية: ويبدو كذلك أن عملية تفكيك شبكتها ﻻ تسير بالسرعة المطلوبة، وبكثير من التردد
ومنها نوع آخر من المافيا لم يخض الناس في سيرتها بعد. أﻻ وهي المافيا الثقافية عموما.  وهي المنظرة للتجمع الدستوري أو التي ساهمت قي تطبيق سياساته، خاصة التعليمية والثقافية. فالمثقفون والأساتذة الجامعيون الذين وظفهم بن علي مستشارين ورؤساء لجان الإصﻻح التعليمي والثقافي، ووضعهم على رأس إدارات أداروها كما أدار الرئيس بن علي تونس، كضياع لهم جمعوا فيها الأصحاب والمقربين. منهم  الذي كان قيما على كرسي بن علي لحوار الحضارات -أي لتشجيع التطبيع مع إسرائيل - أو الذين كانوا قيمين على إصﻻح البرامج التعليمية في كل الشعب، فخربوها،  وحولوا التعليم إلى شبيه برفع الأمية، وعملوا على طمس الهوية وأدرجوا في كلياتنا تعليم اللغة العبرية.هؤﻻء، مع ثلة من الفنانين المتملقين، أسند إليهم بن علي أوسمة الثقافة،  ولبسوا أحسن حللهم، وتزينوا لمناسبة تكريمهم بالوسام الرئاسي، وعلقوا في الزمان والمكان، في التاريخ ،  مع بن علي  في صور تذكارية بالمناسبة السعيدة. ولقد وضع هؤﻻء صورهم وهم يوسمون من قبل الرئيس - المخلوع ﻻحقا - في أطر زينوا بها مكاتبهم. لكن، سرعان ما بادروا بعيد هروب المخلوع إلى رفع تلك الصورمن مكان الصدارة في مكاتبهم. مثقفوا السلطان وفنانوه، هؤﻻء،  كلنا نعرفهم، كانوا فخورين بما يفعلون. واليوم، بعد الثورة، يستحقون أن يدرجوا في قائمة العار

لقد دامت صولة الواحد، الذي لم تعرف تونس غيره، طويﻻ... أﻻ  بعدا  للواحد.... ومرحبا  بغيره من الأعداد...مرحبا للتعدد... تعدد المنظمات النقابية ( فالاتحاد العام للشغل فقد كثيرا من مصداقيته وهو يدار في بعض مستوياته كما كان يدار التجمع وفيه كثير من الفاسدين) وتعدد الأحزاب والمنظمات المدنية

2 commentaires:

  1. En temps de cacophonie politique , ce genre d'articles me prouve qu'on peut toujours rester lucide face aux plus incompréhensibles des situations.

    RépondreSupprimer
  2. el-7addad, tu es formidable. Merci pour avoir jeté un coup d'œil et pour avoir apprécié.

    RépondreSupprimer