samedi 14 avril 2012

ميليشيا مناضلة

احتفالية تخليد ذكرى شهداء 9 أفريل 1938 في تونس قوبلت بقمع المحتفلين قمعا وحشيا طال جمعا ممثلا لمختلف شرائح المجتمع، من حقوقيين ومحامين وممثلين للمجتمع المدني ورؤساء أحزاب  ونواب للشعب في المجلس الوطني التأسيسي وصحافيين  وجرحى الثورة- من مدينة سيدي بوزيد منطلق الربيع العربي- وأناسا من عامة الشعب نساء ورجالا... المتضررون والمراقبون وشهود العيان يقدّرون أن مستوى القمع يذكّر بل يفوق ما كان يُسلّط في زمن بن علي، ويدعمهم في شهادتهم ما بُثّ على صفحات التواصل الاجتماعي من أشرطة فيديو موثقة للقمع. ذاك اليوم وسم باليوم الأسود في حياة التونسيين بعد الثورة

 ومازال هذا الحدث يثير إلى اليوم جدلا في الشارع التونسي وفي وسائل الإعلام من زواياه المختلفة، وأبرزها مشاركة عناصر مدنية إلى جانب أعوان الأمن في عملية قمع المحتفلين . لقد كانت هذه العناصر انتقائية في إعمال عصاها التي كانت تطال رموز المعارضة وكل من عُرف له موقف منتقد للحكومة أو لحركة النهضة الحزب المهيمن في الحكم، وكانت تدعم التعنيف المادي بالشتيمة بما يدل أن هذه العناصر ليست حيادية. وقد اعتبرها ضحايا العدوان من ميليشيات النهضة، في حين نفى وزير الداخلية وجود ميليشيات للحزب الذي ينتمي إليه. وقد دعم هذا النفي "الصحبي عتيق" ممثل كتلة حركة النهضة في المجلس الوطني التأسيسي قائلا: نحن ليس لدينا ميليشيا لدينا مناضلون... وأنا أقول هذا لا ينفي ذاك، لحركة النهضة ميليشيا مناضلة تدعم حكومتها بكل الوسائل بما في ذلك الاعتداء على المعارضين

في الحقيقة لا يصعب تمييز الميليشيا من قوات الأمن، فمن بين ما يميز الشرطة النظامية  التونسية أن هراواتها عصرية مستوردة، أما هؤلاء فهراواتهم ليست يد المكنسة التى تستعملها الشرطة السودانية والباكستانية وغيرها تقشفا في النفقات، بل هي العصا الغليظة التي يعرفها الفلاحون جيدا أي مقبض الفأس أو الرفش، وذلك رغبة منهم في الأذى والتشفّي... وأختم بقولي هذا للترويكا الحاكمة: لا دمغجة ولا منع ولا قمع ولا إجراءات فوقية بعد الثورة... لقد خرج المارد التونسي من القمقم ولا سبيل لاحتوائه إلاّ بالإقناع، فأقنعوه بأدائكم، بالإنجازات، بالتشغيل، فسيصفق لكم  كما يصفق عناصركتلة النهضة لبعضهم البعض في المجلس التأسيسي، ولن يكون ذلك من باب المجاملة أو العصبية كما يفعلون، بل إعجابا بكل تأكيد
هذا الشريط بعرف ببعض عناصر الميليشيا   

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire