mardi 12 avril 2011

فلنصطف جميعا ...حتى ﻻ تقرن ثورة تونس بالفوضى

تشهد البلاد موجات من الفوضى متلاحقة أو متزامنة إلى حد جعل  الإحباط  والخوف من الحاضر كما من المستقبل  يراود أفئدة وعقول التونسيين. من  وراء هذه الفوضى؟  ومن له مصلحة  من عموم الفوضى وعدم الاستقرار؟ إن من يقف وراء الأوضاع المتردية والانخرام الحاصل في تونس أطراف متعددة  قد تلتقي دوافعها وقد تفترق ولكن  آثار تحركاتها سلبية على هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا

 الطرف الأول: كما يقال: يقرص من تحت لتحت، وهم أيتام المخلوع ممن ﻻيرون ﻷنفسهم مكانا وﻻ مطمعا فى المشهد السياسي الديمقراطي المستقبلي، يبثون الفوضى بالمال وبالتحريض وبالاستفزاز وميليشياهم مازالت حاركة، وهم يطبقون بذلك قانونا أنانيا: إذا ما نلعب  نحرم، ﻷنهم متأكدين  من أن الأمور خرجت من أيديهم، يريدون أن يحن الناس إلى زمانهم، إلى الحكم البوليسي، فيقولون على الأقل كان فيه أمن للمواطن... بل ويطمحون إلى أكثر من ذلك، إلى إجهاض الثورة، ويراهنون على تخريب هذه المرحلة الانتقالية  التي هي لبنة في بناء الديمقراطية

الطرف الثاني هم السلفيون:   قسم منهم بدأ بالحكم فعلاً حال انفراط عقد النظام البائد. يحاكمون الناس، ويعتدون على مخالفيهم في الرأي  وحتى في المظهر، نساء ورجاﻻ،  بالعنف اللفظي والعنف المادي ويعتدون على أملاك المواطنين، ويخرقون قوانين البلاد خرقا واضحا في استفزاز مبين.  وهؤﻻء، أعداء الجمهورية. وقد  تـنبّه الملاحظون إلى أن القسم الآخر من السلفيين وهو حزب النهضة  الذى دخل لعبة الديمقراطية لم يشجب  هذه الممارسات العدائية  للمعتدين  على حق المجتمع التونسي في حياة مستقرة ﻻ شغب فيها، لان هؤﻻء سيمثلون بالتأكيد جزءا هاما من قاعدة  الحزب الانتخابية.  وإن  هذين الطرفين، الأول والثاني،  حريصان على إفشال العمل السياسي في الوقت الراهن. وما من أحد ينكر أن هذه الحكومة الانتقالية، سواء كنا ممن يعتبرها شرعية أو ممن يعتبرها غير ذلك، وبما لها وبما عليها، هي شكل من أشكال الحكم الحداثي. والطرفان، وإن كان كل منهما يستند إلى اعتباره الخاص،  يجتمعان في أنهما ﻻ يريدان لهكذا حكم أن ينجح، وﻻ لهكذا مرحلة أن تؤتي ثمارا ديمقراطية حقيقية

الطرف الثالث : هو مكون ﻻ يخلو منه مجتمع من المجتمعات . هم الخارجون عن القانون ومن لفّ لفهم ممن يزدهر نشاطهم كلما كان هناك فلتان أمنى. وهؤﻻء عادة ﻻ يشتغلون بالسياسة، ولكن  يشتغلون بتصفية الحسابات وبكل وسائل الكسب غير المشروعة من سرقة ونهب واعتداءات


الطرف الرابع : هم من تبنوا في سلوكهم المثل السائر: نحب نقوي سعدي تو تو...هؤﻻء الذين يضربون ويحتجون ويعتصمون ليحققوا فورا في مؤسساتهم مطالب  فرطوا فيها وسكتوا عنها على مدى 23 عاما .  يطالبون حكومة مؤقتة لم يبق من عمرها   سوى 3 أشهر ان تسوي كل مشاكلهم  وكل مشاكل البلاد. يدخل تحركهم في إطار لي ذراع الحكومة وأخذ مصالح المواطنين رهينة يساومون يها على تحقيق مصالحهم التي ﻻ أشك في شرعيتها، ولكن عندي مأخذ على توقيتها. إضرابات الشرطة والبلديات والصحة والنقل والمصانع إلخ ... أدخلت الضيم على مجرايات حياة المواطنبن اليومية  وعطلت المرافق العامة ونشرت الفوضى والزبلة وروائحها. وربما تنذر بالأوبئة. وينضاف إلى هؤﻻء شرائح من العاطلين أو المعطلين عن العمل. وأنا أقرأ الآن على الفيس بوك خبرا ورد في التونسي.كوم أن مجموعة من الشباب العاطلين عن العمل بالحامة قد نفذت تهديدها بقطع المياه التي تضخ من آبار شط الفجيج عن مدينة قابس بداعي عدم الاستجابة لمطالبهم بتوفير فرص عمل في المجمع الكيميائي التونسي 

في رأيي ينبغي في هذه المرحلة الدقيقة من حياة تونس أن نصطف جميعا مهما كانت مشاربنا واتجاهاتنا واختلافاتنا ومطالبنا لإنجاح هذه المرحلة لنكشف وجه التونسي الحقيقي، التونسي المتعقل، المتحضر،  التونسي الذي قلبه على المعطلين عن العمل.، هو الذي يعمل وإن كان ﻻ يرضى تماما عن ظروف عمله،   التونسي الذي قلبه على مصلحة تونس  واقتصادها، و على سمعة ثورتها، هذه الثورة القدوة ، حتىﻻ تقرن بالفوضى 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire