mardi 29 novembre 2011

النهضة جسم قوي ، ولكنه كسيح

كثر اللغط، هذه الأيام، بخصوص عمل لجنتي المجلس التأسيسي، وكثرت التسريبات. وأظن أنّ ما رشح من تسريبات خطيرة ﻻ أساس له من الصحّة. تسريبات تتحدّث عن أمور غير منطقية، من قبيل رئيس جمهورية بدون صلاحيات، أو حكومة تزكّى ب50+1، وتُقال من ثلثي نواب المجلس التاسيسي، بما يجعل تمريرها ميسورا ويجعل إقالتها أمرا مستحيلا. فحركة النهضة التي ستشكل الحكومة متحصلة، وحدها، على أكثر من  ثلث المقاعد، والنواب المنتمون إليها على درجة عالية من الانضباط، فيصير بذلك جمع الثلثين  للإقالة ضرب من الخيال 

صحيح أن حركة النهضة فازت فوزا باهرا في  انتخابات المجلس التأسيسي، وجعلها ذلك جسما قويا داخله، لكن هذا الجسم يبقى كسيحا، ﻻ يستطيع الحركة بمفرده، لذلك استنجدت بعكازين. هذان العكازان هما الحزبان اللذان دخلا معها في تحالف: حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وعلى رأسه السيد المنصف المرزوقي، وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات الذي يقوده السيد مصطفى بن جعفر. هذان الحزبان لم يتحصّلا مجتمعين  حتى على ثلثي ما تحصّلت عليه النهضة من المقاعد داخل قبة المجلس التأسيسي. لكنهما ضروريان، كلاهما، لكي تكون في السلطة. انطﻻقا من هذا الاعتبار ينبغي أن تؤسس كل مفاوضات بين أحزاب التحالف الثلاثة، وأن يبنى كل موقف للحزبين المتحالفين مع النهضة في كل مفاوضات داخل المجلس الـتاسيسي

  من المطمئنات، في فترات التوجّس وانتظار نتائج عمل اللجنتين، ماسمعته من خطاب ورد على لسان  رئيس المجلس التأسيسي، الدكتور مصطفى بن جعفر، في لقاء تلفزي له على القناة الوطنية، دعا فيه أن يكون وﻻء النائب في المجلس التأسيسي للشعب التونسي الذي انتخبه ممثلاً له، وليس للحزب الذي ينتمي إليه. فهو يرفض الاصطفاف الحزبي الأعمى، ويدعو إلى تغليب المصلحة الوطنية على  المصلحة الحزبية...  شخصيّا، أعتبر أن وجود السيد مصطفى بن جعفر، الحقوقي والحداثي، في هذا التحالف، بقطع النظر عن الموقف من وجوده فيه أصلاً، هو صمام أمان سيحمي البلاد من جشع حركة النهضة وسعيها إلى التغوّل. أما حزب المؤتمر من أجل الجمهورية فلا يمكن التعويل عليه كثيرا في هذا المضمار، لما لحركة النهضة عليه من أفضال يعرفها القاصي والداني

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire