samedi 10 décembre 2011

قصر قرطاج ... دار العجايب

القصر الرئاسي التونسي بقرطاج عرف وسيعرف من الأحداث ما يشبه الأساطير، بما يؤهله عن جدارة أن ينعت بدار العجايب. أول من سكنه الزعيم الحبيب بورقيبة، و كان الشعب في زمانه يعتبره عجيبة وقع التنبؤ بها كما يروي أجدادنا في قولهم : يطلع دنفير ( دلفين ) من مستير ( المنستير ) فيه الدول تحير، يفخرون بالنابغة الذي دوّخ الاستعمار الفرنسي وتحصل على استقلال تونس،على حد اعتقادهم. بقي في الحكم 30 سنة لم يتخذ لنفسه بيتا وﻻ ماﻻ ...الرئيس الثاني، بن علي، هو كذلك عجيبة من عجائب الدهر، لم يعرف له مثيل ﻻ في الشرق وﻻ في الغرب، جاهل ليس له حتى شهادة الباكلوريا، تسلل إلى الرئاسة تحت جنح الظلام وبقي فيها 23 سنة ، جمع بين السلطة وتجارة المخدرات والمسكرات وسرقة ونهب أموال الشعب والمقدرات... الرئيس الثالث كذلك عجيبة من عجائب الحظ، لم يعرف له تميز في حياته السياسية، ورغم ذلك انتهى رئيسا للجمهورية... الرئيس الرابع عجيبة،  قبل بأن يكون رئيسا منزوع الصلاحيات في إطار ما دار بين أطراف الترويكا من مشارورات.  وقد بُث له شريط على الفيسبوك وهو يتقبل، قبل الحين، التهاني على رئاسة آلت إليه، بالتعبير التونسي، هناني بناني(انقر هنا)... هذا، وقد هاجم قيادي من حزبه الأقلية في المجلس التأسيسي واتهمها بالعمالة والتآمر، لأنها دافعت بزائد من الحماسة علي منصب الرئاسة، تريد أن تحميه من تغول الرأس الثاني في السلطة التنفيذية. وباستماتتها في النقاشات حسنت ما كان للرئيس من صلاحيات . والعجب أن  الرئيس الرابع المرتقب صفق طويلاً استحسانا للهجوم ، فصحّ فيه المثل التونسي الذي يقول " جا يعاون فيه على قبر بوه هربلو بالفأس"... السيد المنصف المرزوقي الرئيس الرابع بالتوافقات والتحالفات أمره عجيب، إذ  أصبح، بسبب تصريحاته ومواقفه من الفاعلين السياسيين الآخرين باستثناء حركة النهضة حليفته، كالتبيب لم يترك لنفسه حبيب... ويبقى أكبر العجب، بين القصور، هذا القصر الجمهوري...عجب عجب، في نظام جمهوري، أنه لم يدخله رئيس من قبل الشعب منتخب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire