lundi 26 décembre 2011

هذا الخلط ﻻ يحدث في الديمقراطيات

حان الوقت ليفهم الممسكون الجدد بمقاليد الحكم في تونس أن الفصل بين الدولة والحزب الحاكم  ضرورة... نرى الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة الذي أفرز أغلبية في الحكومة التونسية في كل محضر يحضر ... بأي صفة أخذ الكلمة في تظاهرات ذكرى اندﻻع الثورة في سيدي بوزيد مع المسؤولين الرسميين: رئيس الجمهورية  ورئيس المجلس التأسيسي ورئيس الحكومة؟؟؟ ... وبأي صفة حضر مراسم أداء الحكومة لليمين في القصر الجمهوري ؟؟؟ تمّ له ذلك دون غيره من رؤساء الأحزاب الآخرين. أجزم أن تنقله إلى هاتين التظاهرتين كان على نفقة الحكومة في سيارة حكومية... هذا الخلط ﻻ يحدث أبدا في الديمقراطيات... إن كانت  النهضة تريد تكريم رئيسها فلتفعل ذلك بطرق أخرى، وﻻ تفرضه على الشعب مع الحكومة في كل ظهور لها. هذه ممارسات ذات معنى، توحي بأننا ربما نحن في هذه الطور من تاريخنا قد استبدلنا في الحكم عائلة بعائلة. وقد يؤكد هذا تسمية صهر الغنوشي وزيرا للخارجية رغم ما نشر حوله من وثائق تثبت تمثيله لدولة قطر وتباحثه باسمها في اجتماع لحلف النيتو بتركيا، ورغم ما صدر منه، في حوار له باللغة الإنقليزية نشر على مجلة إماراتية، من قلة اعتداد بالجنسية التونسية حيث قدم نفسه على أنه إنقليزي من أصل تونسي... وإن إصرار حمادي الجبالي، رئيس الحكومة الحالي وأمين عام حركة النهضة سابقا، على التمسك بالسيد رفيق بن عبد السلام في هذا المنصب وكأنه الكفاءة الوحيدة لتونس في هذا المجال، برأيي، ما هو إﻻ ترضية لرئيس حزبه راشد الغنوشي...  ولتتذكر الحكومة أن مهمتها ترضية الشعب وخدمة مصالحه وليس ترضية شخص أوحزب، ولتدرأ عن نفسها الشبهات إذا أرادت أن تحظى بثقة الشعب بكل أطيافه 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire