dimanche 11 décembre 2011

في قضية النقاب

رأيت بعض القنوات التلفزية ذات الوﻻء، قديما وحديثا، للراية البنفسجية قد ركزت على دعوات الطالبات المنتقبات، تستدعيهن للمناقشات . وكان بالإمكان ربط الاتصال معهن سمعيا، لأن الأصل في وسائل الاتصال التلفزية استعمال البصر، فندقق بنعمة النظر، والحال أن المدعوات ﻻ نرى منهن إﻻ شكل  كتلات . ولقد هالني حرج المتدخلين،  بل وأقول خوفهم من إبداء رأيهم بصراحة وشفافية، فلم أر وأسمع إﻻ  مواقف رمادية، من قبيل هذه حرية شخصية، وﻻ تطرح بعمق المشكلة التعليمية.. وأقول ﻻ ينبغي ان نفتح باب التطرف في الدين ، ووضع النقاب شكل من أشكاله بشهادة المختصين، حتى ﻻ تصبح تونس بالتدريج دولة طالبانية

  مسألة النقاب في الكلية يقدم لها مناصروه حلوﻻ غير عقلانية. وقضية التواصل البيداغوجي ليست بدعة بهلوانية، بل هي حقيقة مؤكدة باختبارات تجريبية . أما التاكد من هوية الممتحنة فهي من مشموﻻت الأستاذ بالذات، وﻻ يجوز بأية حال أن يفوض في الأمر غيره، ولو كانت أمه. والإداريات لهن  المسؤوليات الإدارية ولسن طرفا في العملية التعليمية... فلا ينبغي حشرهن فيما ليس من اختصاصهن...ثم إن عملية مراقبة الامتحانات ﻻ تتوقف عند التأكد من هوية الممتحنين والممتحنات، بل هي عملية متواصلة على مدار ما يستغرقه الامتحان من ساعات ... وﻻ أفشي سرا أن حاﻻت الغش عند المتحجبات، في السنوات الماضية، بسماعات الهواتف النقالة تحت الحجاب كانت ﻻفته ... ويشهد أساتذة الكليات بهذه الظاهرة . أما المنتقبة، فبإمكانها في ستر خيمتها أن تفعل ما تشاء،  ولو شك الأستاذ المراقب في أمرها، ماعساه يفعل؟ يُعدّ تحرشا لو طلب منها كشف المستور، وقد تتلف وثيقة الغش فتأكلها أمام عينيه  في اللحظة والفور. فإذا هو، في موقفه ذاك، مدحور مقهور

التمدرس بالنقاب بدعة في مجتمعنا التونسي ليس لها ما يبررها. وليس أقدس في الأواصر الاجتماعية من العلاقة بين المدرس وطلبته من الجنسين. هذه العلاقة التي يقول فيها إخوان الصفاء في رسائلهم:" اعلم أيّها الأخ [أو الأخت ]، أن المعلم والأستاذ أب لنفسك كما أن والدك أب لجسدك وكان سببا لوجوده، وذلك أن والدك أعطاك صورة جسدانية ومعلمك أعطاك صورة روحانية. "..إن المعلم يستهدف الفكر والروح، فلماذا تحشر المنتقبة الجسد في هذه الرابطة النقية؟ لماذا تلقي عليها بظﻻل سوء النية؟...وأقول إن الأصل في فصل التدريس أنه إضافة إلى كونه فضاء طلب العلوم هو فضاء لسمو الخلق وسلامة السرائر وحسن النوايا ، ومن ﻻ يرى أن  مفهوم القسم هذا يعنيه، فهو ليس أهلاً ليكون من ذويه... وأختم قولي بأن النقاب بدعة لو وجدت منفذا لتُمكّن نفسها في المجتمع، فستكون البدعة الأولى ولن تكون آخر البدع

4 commentaires:

  1. مقال سيمته الدقة والعقلانية ولكن مع الأسف مواجهة أصحاب الكتب الصفراء بمثل هذه الحجج المنطقية لا يجدي تفعا. وصدق عيسى ابن مريم حين قال: لا تتكلموا بالحكمة مع الجهال فتظلموها وتظلموا أنفسكم

    RépondreSupprimer
  2. ليتحمل كل تونسي، وﻻؤه لتونس أوﻻ، مواجهة هذه الظاهرة بالطريقة التي يراها أكثر جدوى ومناسبة...لن يجد
    أليأس منفذا إلى قلوب التونسيين من جديد... ولن يعدموا الوسيلة لمواجهة هذه الكارثة...شكرا ، وممنونة أنا على الطلّة والتعليق

    RépondreSupprimer
  3. كلام سليم و منطقي و قيم !

    RépondreSupprimer
  4. à el-7addad: Merci bcp pour l'encouragement...

    RépondreSupprimer