dimanche 1 janvier 2012

المرزوقي في حملة مبكرة للرئاسة المقبلة

يروى، والعهدة على من روى،  أن رئيس الجمهورية التونسية الحالي االمؤقت، الدكتور المنصف المرزوقي، كان متفوقا في دراسته بمختلف مراحلها بحيث كان يطلع الأول على دفعته في كل مرّة.  وقد استنتج بعض المعلقين  من ذلك  سبب تمسكه بأن يكون أول رئيس لتونس بعد الثورة، هي عقدة تجذرت في نفسه،" أن يكون الأول " دائما، بما في ذلك أول رئيس للجمهورية. أما انا فأستند إلى المقدمة نفسها وأستنتج استنتاجا مختلفا. إن تفوق الدكتور المرزوقي  الدراسي  يدل على نباهته، فقد أدرك الرجل ببعد البصر أهمية أن يكون الرئيس الأول  وفي هذه المرحلة الوقتية التأسيسية  والتى ستؤدي فور الانتهاء من كتابة الدستور إلى انتخابات برلمانية ورئاسية. أدرك أن الرئاسة الوقتية يمكن أن تكون مركبا ممتازا إلى الرئاسة الشرعية. ومن ثم بدأ السيد المنصف المرزوقي حملته الانتخابية للرئاسة المقبلة الشرعية  مباشرة وهو يركب الرئاسة الوقتية... فيما يضحك بعض التونسيين من هذه الرئاسة الموكولة له المنزوعة الصلاحيات يعي هو تمام الوعي أهميتها، إذ يتاح لرئيس الدولة في منصبه ما ﻻ يتاح لغيره، من ذلك الدعاية لنفسه والتعريف بها واستغلال صفته ليتقرب من شرائح الشعب باستعمال جهاز الدولة والإعلام الوطني سنة كاملة، وﻻ لوم عليه في ذلك أو تثريب... بكى على الهواء على شهداء الثورة وانتحب على المصابين فيها. وقرر بيع القصور الرئاسية ليفيد بها في التشغيل.  وتخلى عن جزء كبير من مرتبه لفائدة الدولة. هذه الحركات يمكن أن يكون فيها صادقا، ولكنها في المقابل ربما تُوجد له قاعدة شعبية متعاطفة من طبقة الفقراء والمعوزين... ويلتزم بالظهور بالبرنس من وبر الجمال وفي ذلك رسالة إلى أهل الجنوب عامّة وإلى شريحة عمرية معيّنة... ويتقرب علنا من حركة النهضة ذات الاتجاه الإسلامي  مغازلة لقاعدتها بعدما توضّّح له مدى انضباطها والتزامها في انتخابات المجلس التأسيسي، بما مكن حزب النهضة من أغلبية مريحة جعلتها تمسك بسلطة القرار في الحكومة الجديدة. فكسب ود النهضاويين يمكن أن يؤمّن له، في تقديره، فوزا أكيدا في الانتخابات الرئاسية المقبلة

ومن مظاهر التقرب من النهضة والعمل على استدعائها بالاسم أو بالممارسة تشبهه براشد الغنوشي واعتباره قدوة له. وبدا ذلك في النكتة الشهيرة التي أضحكت محارويه من القناة الوطنية، ومفادها أن ابنتي الرئيس المؤقت قالتا له بعد أن سكن القصر الجمهوري في قرطاج: يا أبي قد أصبحت الآن رئيسا للجمهورية ويجب أن تعتني بهندامك وان تضع ربطة العنق. قال: قلت لهما لن أضع ربطة العنق حتى يضع راشد الغنوشي ربطة عنق ... وضحك الرئيس... وضحك محاوراه... وكان حريا بالتوانسة، مهما كان مشربهم، أن يبكوا لسماع هذة النكتة لأنها ﻻ تدعو إلى الاطمئنان البتة لأسباب عديدة... ومن هذه المظاهر تصرحاته النارية ضد فرنسا، والحال أنه  قضى سنين يتيتّم على أرضها  لمّا كان مغضوبا عليه... ومنها طريقته في السلام، حيث دأب المسلمون على افتتاح كلامهم بالسلام مرة واحدة بينما رئيسنا يسلم ثلاثاً : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... ومنها ظهوره على شاشة التلفزة الوطنية في رأس السنة الميلادية 2012 ليهنئ التونسيين بالعام الجديد، وبالمناسبة أشار إلى أن الاحتفال بهذا الحدث ليس من العادات والتقاليد العربية الإسلامية... فعل ذلك لتأكيد صورته كمتمسك بالهوية العربية الإسلامية... بما ذكرت من خطاب وحركات يسوّق المرزوقي نفسه رئيسا للمرحلة المقبلة لجماهير النهضة وربما لمسؤوليها أيضا...  ولقد أدخلت تصرفات الرجل ومواقفه والبعض من تصريحاته  الحيرة  لدى الكثير من التونسيين الذين عرفوه وظلوا يتساءلون: ماذا أصابه؟؟ ما الذي طرأ عليه؟؟ والأمر أنّه، بكل بساطة، بدأ حملته الانتخابية مبكرا للفترة الرئاسية المقبلة. وهو يراهن على الحصان الفائز في تقديره وهو حزب النهضة...فلا تتعجبوا من مزيد من مظاهر الورع يبديها رئيس الجمهورية المؤقت السيد المنصف المرزوقي فيما تبقى من هذه السنة 2012 أعادها الله على الشعب التونسي باليمن والبركة....ﻻ تتعجبوا من شيء... فقد يكون المنصف المرزوقي مرشح النهضة للانتخابات الرئاسية المقبلة

8 commentaires:

  1. ممتاز،اتقاسم معك التحليل:)

    RépondreSupprimer
  2. chraigui: :)) شكرا على الطلّة وعلى التعليق.مع خالص تحياتي

    RépondreSupprimer
  3. أعتقد أن المرزوقي نسخة مطابقة للأصل لقذّافي ليبيا يقتله العوس و هو ليس برئيس وهو يغلم ذلك ...إنّه الكاتب الخاص لحمادي الجبالي و الدليل على ذلك الصفعة التي تلقّاها يوم أراد أن يغازل النهضة في تفدير خاطئء يدل على سطحيته عندما هاجم فرنسا دون استشارة النهضة....رئيس الهم و الغلبة

    RépondreSupprimer
  4. Al-Hallège:في الحقيقة، شريحة كبيرة من التونسيين تذهب مذهبك في النظر والتحليل...وبرأيي، ما أعتقد أن هذا الجمع يجتمع على ضلال،.. والله أعلم... الله يمرّر هذه السنة على خير... هذا إذا كانت مرحلة التأسيس ستستغرق فعلا سنة واحدة

    RépondreSupprimer
  5. بنت الهنشير! إن المرزوقي معروف عليه من قبل أنه قومي عروبي فلا عجب إذا إن رأيته يلبس برنسا أو ينتقد فرنسا أو يسلم ثلاثا أو لا يحتفل برأس السنة الإداري... و حتى تحالفه مع النهضة ليس وليد اللحظة و لذا فإني كمتابع له قبل و بعد الرئاسة لم أجد تغيرا جذريا في مواقفه.

    RépondreSupprimer
  6. @yassine
    s7i7 elli elmarzou9i yada3i l9awmiya l3arabia, elbarnous mehouch mochkel weslem bethleth moch mochkel beraghm elli howa makenech ya3mel'ha 9bal wrass ell 3am el ideri famma des video yhanni fennes fel 3am elli 9bal men ghuir may9oul elli hedha moch men 3adetna
    el marzou9i ou bien bouhelli wmayet3amelch 3lih bech ya3mel eelli w3ed bih ennes ou bien yetbahlel et c'est plus dur whaka ykoun 3adeha 3al 3bed elli sawtoulou w3a9dine fih ennawarra

    RépondreSupprimer
  7. ياسين،أنا أيضا متابعة له من زمن طويل... في كل ما يكتب وفي كل ظهور له على الفضائيات... هذا الرئيس الذي أمامنا متنكر لكل مبادئه ووعوده... على سبيل المثال:كان يقول الحل ليس في الإسﻻم هو الحل ....ماذا قال منذ أيام في ليبيا؟ قال أدركت الشعوب العربية باختيار الإسﻻميين أن الإسﻻم هو الحل... الرجل مغازل... الرجل طالب سلطة وناوي يطوّل فيها....ولأني حريصة على نظافة قلمي ﻻ أريد أن أقول فيه شيئاً آخر...

    RépondreSupprimer
  8. Titis: المرزوقي كان يجاهر بعلمانيته وأصبحنا نراه الآن يزايد على النهضة في المشروع الديني. وأخشى ما أخشاه أن يصحّ فيه مثل الغراب الذي أراد أن يقلد مشي الحمام فلم ينجح في تقليده وزاد على ذلك تلّف مشيته الأصلية

    RépondreSupprimer