dimanche 8 janvier 2012

مؤقتون ... ولو كرهتم

السيد سمير ديلو من الوجوه البارزة في حركة النهضة المكونة للإئتلاف الحكومي في تونس بمعية حزبي المؤتمر والتكتّل، الذين تعتبر مشاركتهما في الحكومة رمزية نظرا لكون الوزارات السيادية كلها قد استأثرت بها الحركة. قبل الانتخابات كان السيد سمير ديلو نسب لنفسه اختصاصا هو" التطمين". وقد اضطره لذلك كثرة ما يصدر عن مسؤولي النهضة، وخاصة رئيسها راشد الغنوشي، من  خطاب مزدوج  ومن مواقف ﻻ تستقيم مع النظام الديمقراطي المنشود.  فكان في كل مرّة يطلع على شاشة التلفزة يوضّح أو يؤوّل أو يكذّب أو يدلي بتصريحات عامّة ﻻ تسكن في الحقيقة هواجس التونسيين... أمّا في تشكيلة الحكومة الجديدة فقد عيّن الرجل وزيرا لحقوق الانسان والعدالة الانتقالية وناطقا رسميّا باسم الحكومة... وقد تناول محلّلون هذه الوزارة بالنقد واعتبروا أن ﻻ مسوّغ لوجودها. فحقوق الانسان ﻻ ينتهكها في الغالب إﻻ النظام الحاكم. فكيف يكون النظام خصما وحكما؟؟؟  فضلاً عن أن الرابطة التونسية لحقوق الانسان مؤهلة وكفيلة برصد التجاوزات، من أي طرف كان، ومواجهتها.  أما عن العدالة الانتقالية فيمكن أن يوكل أمرها إلى وزارة العدل. وبذلك يكون إنشاء هذه الوزارة من باب الترف، الذي نحن في غنى عنه، في هذه المرحلة الاقتصادية الدقيقة

هذا وقد حافظ السيد سمير ديلو على مهمته التواصلية الأولى التى أصبحت رسمية بعد تشكيل الحكومة، والتي يبرع فيها أكثر من غيره من النهضاويين برحابة صدر وبابتسامة عريضة. إﻻّ أن رحابة صدره،  في لقائه مع الصحفيين مساء الجمعة في السادس من جانفي، قد خانته بسبب استعمالهم في كل مرّة كلمة "مؤقت" عند الحديث عن الرئيس الحالي المؤقت السيد المنصف الرزوقي، أو "المؤقتة" في نعت حكومة السيد حمادي الجبالي المؤقتة... لقد خرج الرجل عن طوره مشيرا إلى أن الرئيس السابق فؤاد المبزع تصح فيه صفة المؤقت أما الرئيس الحالي فقد تم انتخابه وﻻ يصح فيه هذا التوصيف، وأضاف أن الحكومة ليست مؤقتة بل هي انتقالية سواء دامت الفترة، أي فترة التأسيس، سنة أو سنة ونصف أو أربع سنوات أو دورة كاملة، خمس سنوات... وهذه الملاحظة الأخيرة أراها استفزازية وتهديدية، لأنه استدعى فيها إلى الذاكرة حركة غير مشرّفة للترويكا تمثلت في رفضها تحديد المدّة التأسيسية بزمن. وفي ذلك مخالفة لكل الأعراف. أمر غريب أن تحكم السلطة التنفيذية برأسيها، في مجتمع يؤسس للديمقراطية، رسميا لمدّة مفتوحة ﻻ يعلمها إﻻ الله، وأن يكتفى بالتزام أخلاقي من حركة النهضة بان ﻻ يقع تجاوز السنة.. وهذا الاستفزاز المهدّد، في تقديري، يتجاوز الصحفيين ليمسّ جميع التونسيين: سنبقى مؤقتين بنعتكم أوانتقاليين بنعتنا حتى 5 سنوات، والمسكوت عنه: فترة سنة  للتأسيس ﻻ تلزمنا... فاشربوا من البحر... لم أفهم شخصيا لِمَ  بدا علي الرجل الانفعال من توصيف " المؤقت والمؤقتة "؟؟؟  أليس كل ما ومن في الوجود مؤقتا، عدا وجه العزيز الدائم؟؟؟  وأختم بقولي للسيد ديلو: أنتم مؤقتون ولو كرهتم.  بتوصيف قوانين الدنيا كلّها، رئيسا وحكومة، مؤقتون مؤقتون

4 commentaires:

  1. بدأت أفعى النهضة تخرج سمّها ...فهل يكون الشعب بالمرصاد؟؟؟

    RépondreSupprimer
  2. Al-Hallège: نحن على أرض طيبة، نحن شعب أبيّ عصيّ على كل أشكال الاستبداد... هذه مسلمة. فليضطلع كل من موقعه بمسؤوليته

    RépondreSupprimer
  3. السلام عليكم

    بعض الأحيان اقرأ ما تكتبين و لا أرى ما ترين غير أنّي لا أملك إلاّ أن أُعجب بأسلوبك في التّفسير و التّوضيح

    RépondreSupprimer
  4. Deeeazed Fella: وعليكم السﻻم والرحمة
    الحمد لله على نعمة الاختﻻف... والحمد لله على نعمة الانفتاح...حصنان حصينان لهذا الوطن بإذن الله...ممنونة أناعلى الطلّة من حين إلى حين وشكرا على التعليق

    RépondreSupprimer