vendredi 6 mai 2011

كل ما نعلمه ...أننا ﻻ نعلم شيئا

تُطرح قضية الإعلام في تونس، ما بعد الثورة ، بحدة.  بلدنا يعيش ظاهرة غير صحية، إذ ليس لدينا إعلام. صحيح، عندنا  فضائيات وإذاعات وصحف وأخبار تنشر على الشبكة العنكبوتية... ولكن التونسي يبقى على عطشه، فهذه الأخبار والمواضيع المطروحة فيها ﻻ تستجيب لتطلعاته، وﻻ تهدئ من روعه، وﻻ تفند شكوكه، وﻻ تبدد حيرته، وﻻ تبعث في نفسه تفاؤﻻ بمستقبل أيامه...هوﻻ يرى أملاً في تحقيق ما قامت الثورة من أجله: إجراء انتخابات في 24 جويلية تنقلنا إلى الشرعية وتحقق لنا الانتقال الديمقراطي. نسمع  ونقرا في الأخبار عن هروب ما يقارب 1300 سجين من وﻻيتين في ليلة واحدة ...ثم ﻻ نخبر بشيء بعد ذلك...وهات يا تأويلات... ويا تخمينات... من يتحمل مسؤولية هذا الحدث الجلل...هناك إشاعات عن وجود حكومة ظل رئيسها كمال اللطيف وهو  من أصحاب النفوذ في العهد السابق ... وقد سمعته على الهواء في إحدى الإذاعات  يفند الإشاعة، وكان النفي في شكله ومضمونه، حسب رأيي، أقرب إلى التأكيد... نحن التوانسة، ﻻ نرى شيئا يتقدم على مستوى محاسبة المسؤولين السابقين في العهد البائد، وﻻ على مستوى جلبهم من الخارج، وﻻ على مستوى استرجاع الثروات والأموال والأراضي والعقارات المنهوبة من الشعب التونسي.  حتى زيارة الجنرال رشيد عمار قائد الجيش التونسي إلى قطر وبقاؤه فيها لفترة أعلن خبرها  في قناة قطرية وعنها أخذ الخبر الإعلام التونسي... هل هناك تكتّم من الحكومة...؟؟ إن نعم لماذا...؟؟ كلّ هذا يثير الريبة والتساؤﻻت


أكاد أجزم، وأنا التونسية،  أني اعرف عن إنجازات حكومة الثورة المصرية أكثر مما أعرف عن إنجازات الحكومة  الانتقالية التونسية. ليس لدينا إعلام حكومي... ومما ﻻ شك فيه أن هذه الحكومة تبلي لكن فلتطمئنا . فلتصدر لنا على الأقل بيانا أسبوعيا توضيحيا يتطرّق إلى ما يشغل بال الناس، خاصة فيما يتعلق بالأمن وترديه وعودة التجاوزات من قبل جهاز الأمن من جديد...والتحضير للإنتخابات... الناس يعيشون حالة من التوتر والهستيريا... والأستاذ الطيب البكّوش- وزير التربية والتعليم-  الذي عين ناطقا رسميا باسم الحكومة العتيدة الانتقالية يعيش حالة بكش- والبكش في الدّارجة التونسية هو البكم  والبكّوش هو الأبكم- لقلّة ما ينطق باسم الحكومة في المطلق ...وما ينطق في ما يهم الوضع العام في تونس... هذا المناخ مناسب  لظهور الإشاعات وانتشارها بين الناس ... قالوا حدث كذا ...أوربما حدث أو سيحصل كذا ... "والله  ما أعرف"...هذا جواب كل تونسي  تسأله عن خبر صحيح في حال البلد. كل ما نعلمه في تونس...أننا ﻻ نعلم شيئا.  وقد رأينا ما أحدثته تصريحات الأستاذ  فرحات الراجحي وزير الداخلية السابق للصحافة  من  بلبلة.  وسبب البلبلة، في الحقيقة، ليست تصريحات الراجحي، فالذي يتداوله الناس بينهم من أخبار أو إشاعات أدهى بكثير... وإنما هو شحّ المعلومة وبخل الحكومة بها.... هذا الشعب ملدوغ  - والملدوغ، كما يقول المثل التونسي، يبيت ليله يتخيّل لسع العقارب - خيّبه حاكمه وخان ثقته  على مدى 23 سنة... وقد قام بثورة دفع فيها دماء زكية ... فمن حقه أن يقلق على ثورته ... ومن حقه أن يعلم، ومن مصدر موثوق... ومن واجب الحكومة أن تتفاعل معه وتتعامل  بمسؤولية ونضج وشفافية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire