lundi 2 mai 2011

ﻻ شيء يبرر قتل الأبرياء...لكن...؟

اغتيل بن ﻻدن مؤسس تنظيم القاعدة وزعيمها، هذه الشخصية الخلافية والأسطورة العالمية التي ساهم في نسج ملامحها المتباينة إلى حد التعارض كل شعوب العالم على اختلاف ثقافاتها ودياناتها ونظمها وأدواتها السياسية والاعلامية وغيرها. وقد ساهم المخيال الشعبي هو أيضا بقدر واسع في رسم صورته: بين مبالغ في شيطنته فهو بالنسبة إليه مجرم خطير طريد، ومبالغ في اعتباره إذ يرى فيه المجاهد المغوار العنيد. ولقد اختلفت المواقف من مقتله اختلافها من شخصه وتنظيمه فهو قد لقي حتفه بالنسبة إلى هؤﻻء  وفي  عرف أوﻻئك هو شهيد. وبينما خرجت الجماهير للاحتفال باغتياله في الوﻻيات المتحدة  وعبر بعض كبار السياسيين في العالم  عن ارتياحهم لذلك  وعن أملهم بأن ينتهي العنف بموته، ساد الصمت في أوساط الجماهير العربية والإسلامية، وذلك لأن التفاعلات والانفعاﻻت تجاه هذا الحدث المعقد فردية بامتياز، وهي في نظري ﻻ يمكن أن تكون بيضاء وﻻ سوداء، ولأن الثقافة العربية ﻻ تقبل الشماتة بالموت ولو كان هذا الميت عدوا. وهل كان بن ﻻدن عدوا للعرب؟ هل كان عدوا للمسلمين؟  وهل سنستفيد نحن بشيء من موته...؟

ظفر الغرب بعدوه الألد ، وبدأت فضائيات العالم  تذكّر بأعمال الشيطان: التفجيرات في أكثر من مكان ومنشأة من العالم وإرهاب المواطنين الآمنين  وغير ذلك مما يبرر لديهم عملية الاغتيال هذه. لكن ماذا عن قتلة شعوبنا العربية والأطفال؟ ماذا عن الذين مارسوا إرهاب الدولة بالأمس،  ويمارسونه اليوم، وسيمارسونه غدا تحت سمع وبصر العالم أجمع. ماذا عن قتلة التونسيين الآمنين في بلادهم، في حمّام الشط ، بقصف جوي غادر، في غرّة أكتوبر 1985، أقصد الصهاينة ؟  ماذا عنهم مرتكبو المجازر في سيناء وفلسطين ولبنان مرارا وتكرارا؟. ماذا عن القتلة من الأمركيين في العراق وأفغانستان وباكستان؟ ﻻ شيء يبرر قتل الأبرياء...لكن بن ﻻدن الذي عد مجرما وطارده الغرب وطارده العالم العربي معه لو تجمع كل العمليات التي نفذها تنظيمه لعدت نتائجها نزرا يسيرا بالنسبة إلى القتل وإلى الفظائع التي ارتكبها الأمريكان والإسرائليين في حق الشعوب العربية. قائمة قتلتنا المضرجة أيديهم بالدماء العربية، بدماء الأبرياء،  طويلة ومعلومة لدى القاصي والداني. ولقد جعلت العديد من المنظمات الحقوقية والانسانية العربية والعالمية  مهمتها جلب هؤﻻء للقضاء لمحاكمة عادلة. ولكن هو العالم يكيل بمكيالين... مكيال للضعفاء ومكيال للأقوياء. الضعفاء يلتزمون بالقوانين ويمتثلون لها، فلا يحق لهم حق أبدا... أما الأقوياء فيصدرون الأحكام  وينفذونها - راجع على سبيل المثال الاغتياﻻت بحق الفلسطينيين في أنحاء العالم، بما في ذلك اغتيال أبو جهاد في تونس - وهم ﻻ يراجعون في ذلك أحدا... فهل أن  ثورة الشعوب العربية من أجل الكرامة، يا ترى،  ستقصّر لزمن المظالم الذي نعيشه أمدا ؟

2 commentaires:

  1. سياسة المعايارين و المكيالين سياسة دأبت عليها كل قوة إستعمارية غاشمة حتى في عهد قوة الحضارة الإسلامية فقد وقعت العديد من المجازر المبررة " إخلاقيا" و دينيا ...إذا لم يرتقي بعد الإنسان لمفهوم الإنسانية و قداسة الكائن مهما كان جنسه أو لوته أو دينه

    RépondreSupprimer
  2. أنا أعلق أمﻻ كبيرا على الثورات العربية التي ستنحت ، بدون شك، مﻻمح جديدة للانسان العربي الذي يتحتم عليه أن يفرض ذاته ندا للآخرين. يملك العرب أوراق ضغط كثيرة ومهمة عليهم أن يﻻعبوا بها الغرب ليفرضوا احترامهم ويضمنوا حقوقهم. لن يرتقي الانسان لمفهوم الانسانية وقداسة الكائن البشري، لأن ذلك ﻻ يتحقق إﻻ في عالم المثل. أما في الواقع فتؤخذ الدنيا غﻻبا. وقد أصبت في استقرائك للتاريخ. للأقوياء السلطة والبطش والكبرياء. أما الضعفاء فلهم الشفقة... والازدراء. شكرا على الطلّة والتعليق يا حﻻج.

    RépondreSupprimer