mercredi 15 juin 2011

أُنظُر أين تضع نفسك

أبيت اللعن عبارة استعملها العرب للتحية وللدعاء معناها: أَبَيت أن تاتي من الأمور ما يستحق أن تلعن عليه أو تسب وتشتم بسببه. أتوجه بهذه العبارة إلى شعب تونس الكريم بكل أطيافه

وأقول: في هذا الحراك السياسي الذي لم نعهده ولم تعهده أي دولة عربية أو إسلامية يأتي الشعب التونسي شيئا حميدا، يستحق الثناء، وهو التعبير عن الراي بكل حرية.  الإفصاح عن الراي، مهما كان، ﻻ يوجب السب والشتم استنادا إلى أخلاقنا التونسية المتسامحة النابعة من ثقافتنا الكونية العقلانية ومن مبادئنا الإسلامية الإيمانية. العنف اللفظي المتمثل في السبّ والشتم  يتنافى مع منطق العقل، فمن ﻻ يعجبك قوله أو رأيه، تقرع حجته بالحجة وتفند رأيه بالدليل. وإن العاجز عن المقارعة بالمنطق، وحده هو من تعميه العاطفة، فيلجأ إلى السباب والشتم  والأذى، ورفع الصوت عاليا، أمام الميكروفون أحيانا، معتقدا أنه بذلك قد بزّ خصمه في الرأي

إن هذا النوع من العنف ينبذه كذلك الدين الإسلامي، فمن أبرز ما تعلمته من أستاذي، رحمه الله وأحسن إليه، في التربية الإسلامية، أن المسلم واجب عليه أن يكون نظيف اللسان، فلا يسب وﻻ يلعن، قال: حتى الشيطان ﻻ تلعنوه، بل استعيذوا بالله منه، وهو يتوﻻّه بمعرفته. يا سلام على هكذا سماحة...!!! تصور أن أكثر الناس تحفزا  للشتم والأذى هم أصحاب الأحزاب التى يقولون عنها أنها ذات خلفية دينية وأتباعهم. وهذه الأحزاب، هي في الحقيقة دكاكين، يبغون من ورائها تجارة الدنيا،  وكسب السلطة قوام المال، وابتزاز مشاعر المسلمين الطيبين الغيورين بطبعهم على الدين، يمارسون المغالطة ، فكأن من يصوت لهم ينتصر للإسلام، وهذه مجرّد أوهام: إنهم يوظفون الدين لخدمة السياسة. هؤﻻء مجموعة لها أجندتها السياسية، وهي غير مثالية، وتعدّ بالآﻻف. والدين الإسلامي دين التوانسة  هو الدين  الرحب،  يضم من الناس مئات المﻻيين، وأمما وشعوبا من كل أصقاع الأرض ومن كل ألأصناف

  فاختر،أخي التونسي، في الدين، أين تضع نفسك مع حفنة أم مع أمّة؟ واختر، في السياسة، لنفسك  الغموض والازدواجية أو الوضوح والشفافية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire