mercredi 22 juin 2011

في الشخصية العربية

 يفشل الحكام العرب في التواصل مع شعوبهم لأن الأنظمة ﻻ تتفاعل مع الواقع إﻻ من خلال عدسة القوة والمال... أينما وجد تحرك شعبي، تبدا المعالجة الأمنية... تفشل... فينتبه الحاكم، فجأة، إلى أن أحوال الشعب المعيشية ﻻ تطاق وإلى وجود التقصير والفساد...فتوزع الأموال، وتخفض الأسعار... وتكون اللجان

مجلس التعاون الخليجي يطبق السياسة ذاتها. على فكرة: ماعاد الاسم صالحا للكيان، بعد أن فتقت فكرة نيرة في ذهن القائمين عليه، تقضي بتوسيعه ليشمل مملكة الأردن ومملكة المغرب. أصبح الهدف واضحا وسافرا من هذا التوسيع. إنما هو التعاون على إبقاء النظام الملكي الوراثي، فأولى بهذا المجلس أن يسمّى مجلس التعاون على إنقاذ الملكيات.   ضُخّت قدرات درع الجزيرة العسكرية في البحرين، ويضخ المجلس   أموال النفط لمساعدة اقتصاديات المملكات التي تعرف حراكا احتجاجيا، لعل الوضع يستقر فيها

إن هذه المعالجة للأوضاع ﻻ تدل على فشل في  تحديد المطلوب من الحراك الجماهيري، فالحكام يفهمون جيدا ما يريده الشعب من  ثورته: مطالب أساسية : كرامة، حرية، ديمقراطية، رفض الاستبداد  ... الشعب يرفض أن يسوقه راع لأنه ليس من جنس الغنم... هو يريد  دستورا يرضى عنه، يحميه من الاستبداد ويكرس إرادته. هم يَعُون ذلك، ولكنهم أنانيون ﻻ يريدون التفريط في السلطة وامتيازاتها، وهم يكابرون، فلا يعترفون بالفشل في الحكم. ويعدون بإصلاح هم غير قادرين عليه، لأن الحاكم العربي لو هو في الحكم الرشيد فالح، لكان مارسه من اليوم البارح

ستذعن الأنظمة جميعا إلى إرادة شعوبها... وفي أهون الحلول عليها، ستتحول الملكيات إلى ملكيات دستورية،  وسيعوض الشّعار المهين للعربي، السالب لإرادته: ولي أمري أدرى بأمري، بشعار الوعي والثقة بالنفس: عقلي في راسي، أعرف خلاصي، يمارس الشعب بمقتضاه حقه في انتخاب حكومة يعطيها ثقته ويحاسبها على أدائها. وستكون التجارب التي تخوضها البلدان العربية مظفرة، تنتهي بإمساك الشعوب العربية بناصية أمرها

وفي تقديري، أن الشخصية العربية بصدد استكشاف خصلة حميدة في ذاتها، وهي المثابرة، حتى تحقيق المراد. وتدل الخصلة على طول النفس، وفيها إنهاك للطرف المقابل. وأكبر دليل على ذلك ما يحدث في اليمن وليبيا وسوريا والبحرين...واعتقادي راسخ في أن هذه الخصلة الحميدة التي هي المثابرة... هي سبيلنا إلى استرجاع فلسطين

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire