jeudi 8 mars 2012

منزلة المرأة أساطير تونس ترويها

 إن منزلة المرأة التونسية  ظلت على مدى العصور معتبرة، واقعا في حياتها... هذا ما ترويه أسطورة تشييد قنطرة مجاز الباب الأثرية التي  شاهدها كل التونسيين على شاشات التلفزات التونسية، إبان عرضها لمشاهد الفيضانات التي اجتاحت المدينة  فكانت عليها بليّة... ويُرجع التاريخ  إلى الحقبة المرادية من تاريخ تونس بناء الجسر ... والقنطرة أعجوبة أثرية نظرا لضخامتها ولضخامة ما استعمل في أعمدتها من الصخر... إلا أن شيوخ مجاز الباب يتداولون أسطورة  عجيبة  بخصوص بناء القنطرة:   من بنى الجسر زوج وامرأته. كان الرجل يبني، وكانت الزوجة تحمل ابنها على ظهرها، يَد تقلي في القليّة*، ويَد تمدّ  الحجر لزوجها

هذه الأسطورة تروي في الحقيقة واقع حياة التونسية الأصيلة:  تلك المرأة التي  يعوّل عليها في خلق المعجزات. هي الزوجة والأم  وربة الأسرة وشريكة زوجها في البناء. تلك التي طالما مثلت -من وراء الحجاب المفروض عليها في الحضر في عصور الانحطاط في تونس- سندا للرجل في مجال الاقتصاد وغيره. ففي مدينة مثل القيروان، الحلويات من كان يصنعها؟   والزربية ذات الشهرة العالمية -إلى اليوم- من  ينسجها؟  في تونس وصفاقس، الشاشية من كان يزرد صوفها ؟ والجبة من يخيطها ؟ والبرنوس من كان يحيكه؟ والفخار - في مناطق متعدّدة من البلاد- من جالب طينه ومن يُبدعه ويَحميه؟ إنها أنامل المرأة السحرية...أما في أرياف تونس شمالا وجنوبا وشرقا وغربا،  فالمراة هي شريك الرجل في الزرع والحصد والجني والقطاف

وأجزم أن التونسي الأصيل لم ينظر إلى المرأة التونسية في تاريخها قاصرا بالفعل  أوعالة عليه، وأنه كان  يرزح تحت مظلمة التجهيل والتهميش المسلطة عليها وعليه . ودليل ذلك  أن الأسر، بعد الاستقلال، سارعت إلى الدفع بالبنت  مع الولد بكثافة، إلى مقاعد الدراسة، حيث أثبتت التونسية أنها ند لأخيها التونسي في طلب المعرفة، فشاركته في الفصل وفي الشارع وفي الإنتاج وفي البناء ...  وأختم بقولي لمُطيلي اللحى الجهلة، لبسة القمصان، مقلّدي  الأفغان:  إنكم أخطأتم في الحسبان، وأن في الإسلام  دين الرحمة  ليست المرأة عورة، وأن المرأة العربية والمسلمة ينبغي أن تكون كما عليه في تونس المرأة،  رمزا للعطاء والثورة

أ* القليّة: قمح محمص في الطاجين يؤكل ساخنا أو يطحن طحنا دقيقا ليتحول إلى بسيسية  والبسيسة زاد للأسرة التونسية في البدو والحضر    

2 commentaires:

  1. ظاهرلي هذا أجمل كلام ممكن يتقال للمرأة التونسية في يوم عيدها

    RépondreSupprimer
  2. عقيدتي الراسخة أنه ليس كلاما ولكنه الواقع الذي يغيظ أعداء التقدم

    RépondreSupprimer