vendredi 2 mars 2012

شكّار روحو يسلّم على الحكومة

في جلسة الحوار مع الحكومة يوم 1 مارس 2012 التي انسحبت منها المعارضة  عن صواب أو عن خطأ، سمعنا من وزراء الحكومة تلاوات للإنجازات، من مثل أنّ التوجهات المعتدلة الوسطية للحكومة ميزة ساياستها الخارجية. وهذا الكلام  لم تبتدعه حكومة النهضوية، وتوصيفها ليس من عندي ولكنه توصيف الرئيس المؤقت للجمهورية. فهذا خط تونس  منذ 1956 أي تأسيس الجمهورية التونسية . ينضاف إليه جعل مصلحة تونس والتونسيين فوق كل اعتبار. هذا المبدأ الأخير لم تلتزم به الحكومة وتجلى خاصة خلال زيارة الجبالي إلى بلاد الحرمين الشريفين، حيث فضّل رئيس الحكومة عدم إحراج ملوكها الذين أعطوا الأمان للرئيس السابق المتهم  بجرائم قتل وسرقة وإفساد،  ولم يطالبهم بتسليمه، فأسقط حق ضحاياه في محاكمته وتجريمه وتغريمه....  فعل ذلك لأنه في عطائهم طمع، ولم يعلم أنه على مائدة اللئام وقع، وشيّعته صحافتهم بما من الكلام فَظُع، واعتبرته متسوّلا، واهما، إذ ليس كل فرد عندهم، كما يقولون، على بئر بترول جالسا

أما عن مؤتمر أصدقاء سوريا فظل وزير الخارجية يعدّد  أمام الحضورما تمخّض عنه المؤتمر بكلام رنّان طنّان... مؤتمر احتضنته الحكومة طمعا في تحقيق انجاز على الساحة الدولية، وإذا   لطفي زيتون  وهو وزير في الحكومة النهضوية، يلخّص نتيجته على شاشة التلفزة التونسية، مساء الثلاثاء 28 فيفري، بثلات كلمات خفاف نظاف: كلهم روّحوا غضبانين... والشعب التونسي غضبان أيضا، لأن أحدا من نواب الشعب لم يسأل الوزير من أين وكم  على هذا المؤتمر كان حجم الإنفاق؟  يَعُدّ  وزير الشؤون الاجتماعية قطع الملابس المستعملة والحشايا، على منكوبي الفيضانات  المشردين في الآفاق، ولا يعدّون المال المهدور على دعاة الشقاق والنفاق؟

وزير الداخلية يصف إنجازات الحكومة بأنها باهرة لا يشكك فيها إلاّ حسود، أي عدو لدود... ويكفيك ما ورد في مداخلات  النواب المحسوبين على الترويكا نفسها،  من قائمات النقائص والطلبات التي لم تلتفت إليها الحكومة، ومنها هشاشة الوضع الأمني، لكي تفهم  أن هذه الحكومة إلى حد اليوم تبيع كلاما للتونسي  .... وما المسيرة التي نظمها الاتحاد التونسي للشغل بداية الأسبوع، والتي آزرته فيها كل القوى المدنية والحية في البلاد ومارفعته الأطراف من شعارات، إلاّ تفنيد لمزاعم  الحكومة في النجاحات...   مسيرة رفعت  فيها أعلام تونس، هالت الحكومة وأغاظتها، فأطلقت عليها آلة القمع وفرّقتها. والحال أن مسيرات السلفيين تجوب جهات البلاد، طولا وعرضا، بالتكبير والتكفير، وتحمل أعلام السواد،  وهي تواجه بالتغاضي لأنها على قلب وزير الداخلية أحلى من العسل على الفؤاد

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire