lundi 9 novembre 2015

من وحي الخيال والشبه مع الواقع محض صدفة


في الضيعة المحروسة، كان المتساكنون، على اختلاف أجناسهم واختلاف مشاربهم، يعيشون إخوانا، يسعى كل واحد إلى خير الجميع- بما يقدر عليه- فرحانا. وإذا بفكرة تلمع في راس البغل:  لم لا أكون أنا في هذا المكان الفحل، وفي سلالتي عراقة من الأصل. ونادى زميله رأس البصل، وقال: أنا ابن الكبير، وأريد أن اكون على هؤلاء صاحب الفصل. وهدده بالركل، إن سعى في الأمر على مهل. فطاف المسكين في كل حقل، يدعو له مباشرة بالأقوال، وأحيانا بالهاتف، الثابت منه والجوّال.  فكان أن التفّ حول الفكرة، جمع من وجهاء الضيعة، أبرزهم: صاحب البوق، والدابة الجرّاية، والقنفد ذو الشوكات، والقطّ، والمعروف بينهم بأنه من حزمة إلى حزمة ينطّ. وفي الأركان سمع صدى صوت يقول: لبيك يا ابن الكبير، أنت الفحل في الهنشير. وقع الخبر على متساكني الضيعة وقع الهول، وتنادى من الأجناس كل من له باع وطول: وقالوا صحيح: إن الكبير حصان، ولكن نجله بغل ولن يكون أمرنا بين يديه في أمان. واستنكرت الفحول ما كان البغل يقول. وعدّوا أنفسهم في الضيعة، اثنين وثلاثين وقرّروا القطيعة مع البغل والتّابعين...  
                                                            يتبع...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire