mardi 25 octobre 2011

بكل صدق حتوحشنا

  غفل التونسيون، في غمرة الفرح بالنسبة للبعض، أو في غمرة المأساة بالنسبة للبعض الآخر، عن أن يوفوا حقّ ﻻعب مهمّ في هذه المرحلة، أﻻ وهو السيد الباجي قائد السبسي وحكومته. لقد حقق الرجل لتونس منجزا عملاقاً، بحيث أدار وضعا انتقاليا  بالغ الصعوبة، داخليّا شهدت فيه تونس حراكا غير عادي، لم تعرفه من قبل، ناتج عن التعبئة لانتخابات المجلس التأسيسي، إضافة إلى الملف الأمني والاقتصادي الشائكين... أمّا خارجيّا، فقد أدار بكلّ جدوى المستجدّات الإقليمية وعلى رأسها حرب التحرير الدائرة في ليبيا. هذه الإدراة الحكيمة، بعد الثورة المجيدة، وإن شابتها بعض النقائص، أعادت تسليط الضوء على تونس كبلد حضاري، على رأسه ولو وقتيا سياسي محنّك، ومحاور كفء. هذا اللاعب أوفى بما وعد، وأهدى لتونس مع حكومته وكامل الفريق الذي اختاره للعمل معه، أغلى هدية، انتخابات تعدّديّة حرة ونزيهة وشفافة، قد ﻻيكون البعض راضيا عن نتائجها، ولكنها وضعت كما قيل قدم تونس في منطقة لم تطأها قدم أي بلد عربي، أﻻ وهي الديمقراطيّة... فشكرا للسيّد الباجي قائد السبسي ولمعاونيه... لقد تدارك الرجل التاريخ، ليعيد كتابة خاتمة جديدة وناصعة لحياته في تاريخ تونس، كرئيس حكومة قاد سفينة البلاد في فترة في غاية الحساسية إلى برّ الأمان، دون أن ينتظر جزاء أوشكورا أو تكون له طموحات سياسيّة... إلى انتخابات راقية، بعد ثورة الكرامة على الاستبداد، شهد لها المراقبون من كل دول العالم أنها احترمت كل المعايير الدولية... سي الباجي بكلّ صدق حتوحشنا

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire