dimanche 2 octobre 2011

في التحزّب والاستقلال

     كانت تجربة الانتماء إلى حزب تجربة مثيرة بالنسبة إلى عدد كبير من التونسيين من أصحاب الفكر الحرّ الذين تعفّـفوا عن الانتماء إلى الحزبين الذين حكما تونس أكثر من50 عاما، ما قبل الثورة. هؤﻻء لم ينضموا إلى أحزاب المعارضة لأسباب مختلفة أبرزها اليأس من جدوى العمل السياسي في ظل  حكم دكتاتوري قمعي، أو عدم  الرضا عن أداء تلك الأحزاب التي كانت ، في الحقيقة مكبلة،  وكان أغلبها ينعت بالكرتونية...  بعد الثورة تعقد المشهد السياسي، إذ انزاد إلى الأسرة الحزبية مواليد جدد،  إخوة كثر، ما شاء اللّه، بعضهم كالتوائم، متشابهون في السمات والملامح، ومتشابهون في الأسماء... هذا الكم الهائل، 111 حزبا، جعل التونسيين عاجزين عن معرفة  الأحزاب جميعا، وخاصة  حديثي الولادة منها. فكان منهم التركيز أكثر على الأحزاب المعروفة.  بعضهم تعاطف معها وبعضهم انخرط فيها

أكاد  أجزم أن اختيار التونسيين للأحزاب، أو تعاطفهم معها، لم يتم على أساس نظري  فكري:  من مثل اعتبار المرجعية الفكرية للحزب أو المبادئ التي قام عليها أو يروج لها، أوالبرنامج السياسي، فالبرامج السياسية للأحزاب لم تتبلور أصلا ولم تخرج للعلن إلآّ أخيرا، في شهر سبتمبر، أي بعد ما يقارب 8 أشهر من الثورة، وقبل ما يقارب الشهرين من انتخابات المجلس التأسيسي... وكان الانخراط في أي حزب من الأحزاب، في نظري، أقرب إلى المبايعة، مبايعة الأشخاص: رئيس الحزب أو مؤسسيه... وتستند هذه المبايعة  لدى البعض إلى الماضي النضالي ضد النظام البائد، وفي إطار حقوق  الانسان، أو إلى سيرتهم  الذاتية  وأخلاقهم الحميدة... ومن المفارقات أن نوعا من المبايعة تمّ على أساس الحنين إلى الماضي القريب، إذ تجمعت حشود حول الأحزاب التي أسسها المنتمون  سابقا إلى حزب بن علي  الحاكم المخلوع، حتى أن أحزابا عديدة شكّلت تجمّعا جديدا ليتامى التجمّع الهالك بأمر قضائي... وجدير بالذكر أن التعاطف مع الأحزاب  كان هشّا لدى شريحة معتبرة من الناس، فقد ظلوا يراقبون تحركات الأحزاب ومواقفها وتصرحات ممثليها وتحالفاتها... وقد كان ذلك وراء ظهور حركة انتقال من حزب إلى حزب آخر حينا، أو وراء العزوف عن الأحزاب أحيانا... وحتى بعد الكشف عن برامج الأحزاب، ما أعتقد أن نقلة نوعية طرأت أو ستطرأ على مواقف التونسيين الذين حسموا أمرهم  في مرحلة سابقة

وتوجد نسبة هامّة من المثقفين لم تجد ضالتها في الأحزاب، ربما لأن الأحزاب لم تقدرعلى استقطابها  نتيجة تأخرها في طرح برامجها، أوعجزها عن إقناعها، وبالتالي استيعابها، أي نتيجة سوء أدائها في المجمل. وأفرزت هذه الوضعية ظاهرة الاستقلال والمستقلين. وما أكثرهم! و لا أدل على حضورهم المكثف من عدد القائمات المستقلّة المرشحة لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي، والتي يكاد عددها يساوي عدد قائمات الأحزاب... وهذا مؤشر على أن مكونات المجتمع المدني فاعلة وحية وأنها حريصة، بطاقاتها وقدراتها الذاتية، على المشاركة في الانتخابات  لتشكيل  حاضر تونس وغدها... ونجد على عدد من قائمات المستقلين شخصيات تونسية مرموقة، هي قامات في مجال اختصاصها. ولهذه القائمات المستقلّة، برأيي، حظوظ  كبيرة في منافسة قوائم الأحزاب منافسة جدّية، مما ولد هاجسا لدى مؤسسي الأحزاب من تشتت الأصوات... ومن مجلس تأسيسي يمثل فسيفساء قد لا تيسّر عمله، أو بالأحرى قد ﻻ تيسّر عملهم

4 commentaires:

  1. من منهم سيبقى و من منهم سيندثر؟ هل يعرفون حقا كل معاني وعودهم و سبل تحقيقها ؟ من منهم سيبني ؟ ... لا أدري ، و لن أنخرط ، لكني سأنتخب ...

    RépondreSupprimer
  2. Vous avez pris la bonne décision... Le vote est plus important... On est des novices en matière de démocratie, c'est sur .. Mais, certaines pratiques montrent que la démocratie qui n'a pas encore vu le jour est d'ores et déja en péril..Hélas!!!

    RépondreSupprimer
  3. Ce commentaire a été supprimé par l'auteur.

    RépondreSupprimer
  4. J'ai la conviction que la démocratie s'apprend au fil des expériences -pas seulement électorales, mais surtout celles quand acquière lors de la période d’après les élections, pendant les mandats.
    C'est là où tout ceux qui prétendent transformer le monde se confronterons au mur de la réalité et de la prise de décision.
    C'est trop facile de vendre du rêve,d'attirer la sympathie, et d'avancer des promesses, mais comme dit le sage "à toute journée son lendemain".

    Nous sommes encore, comme tu l'as très bien expliqué, que des novices en matière de démocratie.

    RépondreSupprimer