mardi 25 octobre 2011

الشعب الشمّاعة

كانت ردّة الفعل الأولى، على نتائج انتخابات المجلس التأسيسي يوم 23 أكتوبر 2011، من قبل الخاسرين كما الأمر من قبل الرابحين على الفيسبوك في معظمها مريعة، شماتة من جانب واتهامات من الجانب الآخر،  وكشفت وجها غير حضاري للغالب وللمغلوب...وقد كرّست النتائج فوزا كاسحا لحركة النهضة ذات الاتجاه الإسلامي، التي يتهمها خصومها بارتكاب مخالفات وخروقات لقوانين العمليّة الانتخابية أبرزها استعمال المال السياسي. وفي المقابل كانت النتائج مُهينة بالنسبة إلي القطب الحداثي خاصّة... ووقد عُلقت الخسارة على شمّاعة الشعب، فنُعت بالجهل وبعدم الوعي، ﻷنّه لم يتفاعل مع القيم والمبادئ التي طرحتها عليه النخب المثقفة، وفضّل خطابا صوّر له الهويّة العربية الإسلامية في خطر وأنّ نصرتها بين يديه... أو خطابا وعده بتحسين ظروف حياته المادية في الصحّة والنقل والإنارة والتشغيل والخبزعلى الفور... في الحقيقة يصحّ في هذا الشعب، في هذا الظرف، رأي الشابي ملهم ثورات الربيع العربي ببيته : إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلا بدّ أن يستجيب القدر، عندما قال في شعبه التونسي: أيها الشعب! أنت طفل صغير*** ﻻعب بالتراب والليل مُغس... بالفعل، في هذه المرحلة من تاريخ تونس، الشعب طفل صغير، وهذه هي خطوته الأولى في الديمقراطيّة، والخطوة الأولى، تكون محفوفة بالمحاذير ... فهو لم يكن على قدر من الوعي بدقة وحساسية مرحلة التأسيس الّتي يعيشها، وهو وإن أدرك أهميّة الانتخابات فشارك فيها بكثافة منقطعة النظير، فهو لم يدرك على وجه الدقة والتحديد الغاية منها... ويجدرالتذكير، أيضا، بأنّ نسبة كبيرة من الأحزاب السياسية التونسيّة هي كذلك حديثة الوﻻدة، أو صغيرة السنّ، وهي تقريبا كلّها خطت خطوتها الأولى في هذه الانتخابات، وأغلبها لم يوفق فيها بالقدر المأمول، لانّه عديم التجربة، فلم يهتد إلى استراتيجية مناسبة وإلى  خطاب وجيه ذي جدوى، بهما يستقطب نسبة أكبر من الشعب... ولكن بدا أن ممثلي الأحزاب أكثر نضجا في تعاملهم مع نتائج الانتخابات غير المتوقعة، إذ بدأ بعضهم في تقييم أدائهم الانتخابي بطريقة بناءة... والمهم في نظري استخلاص الدروس والعبر من هذه التجربة في مجملها، بما يفعّل جدوى العمل السياسي مستقبلاً لخدمة مصلحة تونس  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire