dimanche 4 septembre 2011

يا فرحة ما تمّت

كان خطاب الرئيس الفرنسي ساركوزي،  في مؤتمر أصدقاء ليبيا، من الفرح والفخر  بإنجازه في ليبيا، أقرب إلى الزقزقة... وكان تدخل كامرون فيه شموخ  الابطال المخلّصين... ولم يفوّتا الفرصة لإظهارأن هناك قوّتين صاعدتين على الساحة الدّولية، هما الأكثر فعالية،  يرتبان الأولويات حسب مزاجهم ومزاج الأمريكي والإسرائيلي. أمريكا  فضّلت البقاء في خلفية المشهد، لأنها تعلم أنّ حضورها يثير في وجدان العربي، بالذات، التشاؤم والتطيّر. لقد  جعلت الولايات المتحدة أرض العرب، من المحيط إلى الخليج،  ساحة حرب، ارتكبت فيها من البشاعات ما سجلت به ريادة في التاريخ... ومهما تفننت في القول والإنشاء فإنّ حيلها ما عادت تنطلي على أحد، إلاّ على المتخلّفين من الزعماء العرب الّذين مازالوا يراهنون عليها باعتبارها قشّة نجاة عروشهم  

 ساركوزي و كامرون، في موقف زهو وقوّة، وجّها رسالة شديدة اللهجة للنظام السوري   أالذي يرتكب المجازر، بينما رميا حجاب السّتر على  البحرين واليمن، الذين يشهدان توترا وقمعا، وعنادا من السلطة على مواصلة  نهج التسلّط  والديكتاتورية... والمثل التونسي يقول: إلّي يحبّك يسقّط لك، وإلّي يكرهك يلقّط لك ( الهفوات والمساوئ)...  و لايفوتني  ذكر أنّ هؤلاء لا يحبّون أحدا، فمن يجهز للضربة يأكلها على رأسه... وللحكّام العرب أسوة في سيرة المخلوع حسني مبارك، الذي باع مصالح بلده خدمة لأمريكا وإسرائيل والغرب، على مدى30 عاما... وكم استقبلوه بالأحضان... لكن عندما بدت بوادر غرق سفينة ملكه، وتيقّنوا من أفول نجمه، قفزوا إلى برّ الأمان،  وباركوا ثورة الشبّان، ولعنوه رمزا من رموز البغي والطّغيان.. المسرحية  التي تعرض سمجة... وتبادل الأدوار والمواقف فيها لا يخفي أنّنا نحن العرب مستهدفون في وجودنا وفي ثرواتنا... ا                                                                                     
ولقد كشفت الوثائق الرسمية، التي عثر عليها الثوار الليبيون في مكتب الأمن القومي الليبي،  تورّط  كل من الاستخبارات الأمريكية  والفرنسية والبريطانية  في التعاون مع  استخبارات نظام القذافي، لأسابيع قبيل الزلزال الذي هزّ كرسيه، لملاحقة معرضيه وتسليمهم له. وثبت تورّط الولايات المتحدة في خطف عبد الحكيم بلحاج، الذي يشغل حاليّا خطّة رئيس المجلس العسكري في طرابلس بعد سقوطها بأيدي الثوار، من ماليزيا وجلبه إلى ليبيا، حيث  أودع في سجن أبو سليم  الليبي سيّئ السمعة.   وقد امتنعت الحكومة البريطانية عن التعليق على الموضوع...  وما عساها تقول...؟  أما  وزيرة خارجية أمريكا فلم تنف، وأشارت إلى أن  بلادها تتعامل مع كل الأنظمة لمنع تعرضها إلى الإرهاب... هذا الإرهاب الذي صنعوه وما فتئوا يغذّونه  بالتعدّي والتجبر وبالظلم والاستغلال والحيف والكيل بمكيالين


 أمّا بالنسبة إلى ساركوزي... فيا فرحة ما تمّت... فلن ننتظر كثيرا لنعرف ردّ فعل المجتمع الفرنسي على نهجه اللاأخلاقي في السياسة  الذي يراه من الكياسة.   لقد أطاحت  ثورة  14 جانفي  التونسية برأس الدبلوماسية  الخارجية الفرنسية ميشال أليو ماري لثبوت طورّتها في دعم  نظام بن علي  القمعي... فهل تدفع فضيحة دعم فرنسا لنظام القذافي، للتنكيل بمعارضيه من طلاّب الحرّية والديمقراطية، بألان جوبي وزير الخارجية الفرنسي الحالي إلى المآل   الذي  عرفته زميلته السابقة له ميشال آليو ماري... فيكون بذلك كبش الفداء الثاني في سياسات ساركوزي الخرقاء في العالم العربي...؟   
                                                          

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire