mardi 15 mars 2011

هيبة الدولة من هيبة القائمين عليها

 انكشف زيف وعود التغيير التي وردت في بيان 7 نوفمبر. وكشف النظام البائد عن وجهه البوليسي القبيح وعن ممارساته في نهب ثروات الشعب التونسي بطريقة ممنهجة منظمة، وبتنافس شرس بين العائلتين المتصاهرتين الحاكمتين بخصوص  من يكدس أكثر، وتفتقت قرائحهم على وسائل في الإثراء هي أقرب إلى نسج الخيال. وعلى منوالهم نسج المسؤولون  في مختلف المستويات،  حتى أن كل مسؤول في السلطة ﻻ يسلم من يديه ما يقدر عليه. كل يتأمّر وينهب في مستوى اختصاصه وعلى قدر ما تطال يداه، بدءا من رئيس الدولة إلى الوزراء والمدراء والوﻻة والمعتمدين ورؤساء البلديات والعمد... وشُدّ الوثاق على رقاب التونسيين بالترهيب والتخويف حتى ضاقت بهم  السبل، فتمردوا على النظام  وكفروا به وبرموزه، وخلعوا لبوس الخوف، وكسروا أيقونات النظام جميعا وتحللوا من كل ما يمت له بصلة. فأسقطوا الرئيس وشردوه وأسقطوا حكومتين ممتاليتين...  وتسلحوا في ثورتهم المجيدة برمز تونس الثابت علمها ونشيدها الوطني. لم يفتر حب تونس في قلب أبنائها أبدا...  ولكنهم كرهوا الدولة ومقتوها لتماهي الدولة مع التجمع الحزب الحاكم، فكان بين الشعب ودولته قطيعة بكل معاني الكلمة. فتلك الدولة جلدت ظهره وأفرغت  خزائنه وأكلت ماله واحتقرته فسخط عليها. وكان أفضل معبر عن ذلك السخط  كلمة : ارحل،  واجهت بها الجماهير المسؤولين في النظام  السابق الذين أريد لهم التسلل من جديد إلى مسؤوليات سياسية في هذه المرحلة الانتقالية 
   
وحتى تسترد الدولة في هذه المرحلة  هيبتها ينبغي ان تكتسب ثقة الناس التي فقدتها بسبب ممارسات النظام غير المأسوف عليه ورموزه. فمن تعريفات الهيبة هي أنها الخوف مصدرها الإجﻻل. وﻻ تجل كائنا من كان حتى يستحق ذلك. وقديما قال ابن المقفع: الرجل ذو المروءة يكرم على غير مال كالأسد يهاب وإن كان رابضا . فما يتصف به الكيان سواء كان شخصا أو مؤسسة أو دولة من صفات طيبة ومن سمعة نظيفة يكسبه  تلقائيا الهيبة.   وإنّ هيبة الدولة من هيبة القائمين عليها، فليكونوا أناسا ﻻ غبار عليهم، يصدقون في خدمة  تونس وفي إنجاح ثورتها. وﻻ فائدة من تكرار الممارسة ذاتها في كل مرة يعمد إلى تغيير أو تعيين مسؤولين...ﻻ لتعيين التجمعيين في مسؤوليات مؤثرة في هذه المرحلة الانتقالية في أي مستوى كان؛ لأن ذلك يستفز شعب الثورة  الذي دفع ضريبة الدم في سبيل التخلص منهم. فكيف يطردهم من الباب فيعادون إليه في كل مرة من الطاقة؟  وقد يدفعه استشعاره لخطرهم في كل مرة إلى معاودة الاعتصام. فنعود من جديد إلى الشد والجذب، وإلى الأخذ والرد...وفي هذه الحال نقول: على هيبة الدولة السﻻم.  إن هيبة الدولة في هذه المرحلة ﻻ تكتسب إﻻ بالقطع الفعلي مع العهد البائد.  فريّحنا، يا معالي الوزير الأول، أيها الحريص علي هيبة الدولة، من هؤﻻء التجمعيين حتى يخرجوا من رؤوسنا ومن حياتنا...وحتى ﻻ ننفق الوقت الثمين في العسّة خوفا من أن يتسربوا إلى  مناحي حياتنا فيخربوها من جديد... وحتي نفرغ بكل طمأنينة إلى بناء تونس الجديدة  تونس الديمقراطية  


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire