dimanche 27 mars 2011

لمن تصوّت؟... لمن أصوّت؟

كم تعجبني هذه المرحلة من حياة تونس... كم يعجبني  حال التوانسة اليوم... بعد سنوات من الركود والجمود و اللامبالاة ...هم اليوم في حراك... يحيون في سباق مع الزمن... فالانتخابات قريبة...وهم يبحثون ... ويسألون... ويستشيرون ... يريدون أن يعرفوا ...أن يتعلموا  دواليب السياسة . لأول مرة يشعر التونسي  أنه مسؤول على مجريات حياته المستقبلية  وعلى مصير تونس وتوجهاتها، ويعرف أن لصوته  وزنا، وأن هناك من يخطب وده...ويحس بكل حماسة أن عليه أن يفعل شيئا ما ... صحيح أن كثرة الأحزاب ﻻ تسهل على التونسي  الفرز والاختيار، ولكن يتوجب عليه أن يحزم أمره  ويحدد انتظاراته... ومن يعرض عليه ما هو دون تطلعاته،  يقول له : يفتح الله

في تقديري أن صوت المرأة سيكون حاسما في المعركة الانتخابية المقبلة...وستمثل الانتخابات في تونس يوم 24 جويلية المقبل معركة فعلية مدارها صوت المراة... المراة ...لمن تعطي صوتها؟  ينبغي أن تحذر المراة  المغالطة  وتحذر المغازلة في السياسة ودغدغة المشاعر، بحيث تكسر الصورة النمطية التي رسمها لها أحمد شوقي بقوله: والغواني يغرّهن الثناء، وتكسر التبعية لخيار الذكور وتبحث عن برنامج يحقق التوازن بين كل أبعادها لأنها نصف المجتمع

هذا حزب النهضة يسوّق نفسه كحزب ديمقراطي، ويضيف ديمقراطية على أسس دينية ...ويحترم الاختلاف... وأسمع كلامك أصدقك ، وأرى أفعالك أتعجب ...فأتباع هذا الحزب ﻻيريدون أن يسمع صوت غير صوتهم ، فلم يقبلوا الاختلاف وأفسدوا مسيرات مخالفيهم في الرأي... وهذا حزب آخر ديمقراطي تقدمي، ولم أفهم ما معنى تقدمي إﻻ البارحة 26 مارس عندما شاهدت في أخبار المساء زيارة الوفد الفرنسي للأستاذ نجيب الشابي. زاروه دونا عن غيره من  مسؤولي الأحزاب الأخرى. هل فعلوا ذلك لسواد عينيه؟ عندما نعود إلى التاريخ القريب  نذكر أن القائمين على هذا الحزب رحبوا بما ورد في الخطاب اليائس الذي وعد فيه  المخلوع بالإصلاحات، ووافقوا على حكومة إنقاذ وطني برئاسته في اخر يوم من أيّامه. فمنهجهم ليس بعيدا من منهجه. مُنى فرنسا أن ينجح هذا الحزب في الانتخابات، فتقدمي معناها منفتح على الغرب، ربما بتوجهات سياسة بن علي وانفتاحه. بالتعبير الواضح يكون حزب النهضة ديمقراطي رجعي وحزب نجيب الشابي  ديمقراطي تقدمي

والمشاهد لبرنامج القاموس السياسي الذي تبثه القناة الوطنية مساء، والذى يعرف بالمصطلحات السياسة ويهتم بتقديم الأحزاب الناشئة، يكتشف  محدودية تصورات هذه الأحزاب في مواجهة طموحات التونسيين، إذ جلها يركز على الهم الاقتصادي. التونسي مثقف  تحمل هويته أبعادا متعددة  يحتاج إلى ديمقراطية على حد عبارة الأستاذ عياض بن عاشور: ﻻ غربية وﻻ شرقية ... لأن تونس عربية إسلامية إفريقية متوسطية،  فالحزب الذي في برنامجه تحقيق  ديمقراطية تونسية تحقق التوازن بين هذه الأبعاد المختلفة، يتمتع في إطارها التوانسة  بحقوقهم في العيش الكريم المرفه ويلتزمون بواجباتهم  ويحققون ذواتهم رجاﻻ ونساء على قدم المساواة تجمع بينهم الأخوة في تونس، هو الحزب الذي ينبغي أن تصوت له المراة ، والرجل أيضا في رأيي...وسأصوت له أنا 

5 commentaires:

  1. Ce commentaire a été supprimé par l'auteur.

    RépondreSupprimer
  2. حين يبدأ الكاتب الكتابة في أي موضوع، فإنه يبحث عن أمرين، الأول: الإفهام، والثاني: الإقناع. هذان الأمران يتوقعها القارئ أيضاً، فهو يريد أولاً: أن يفهم البحث أو الكتاب أو المقالة التي يقرؤها
    القارئ يريد –كمتلقٍ للفكرة– أن يحصِّلَ الحد الأدنى من الفهم.
    ويريد ثانياً: أن يقتنع بما فهمه!
    وغني عن الشرح طبعا أن نقول إن هناك فارقا كبيرا بين الفهم والاقتناع، فليس كل الأفكار التي يفهمها الإنسان، يقتنع بها.
    =======================
    ما فهمته و لم اقتنع به:
    حسب ما شاهدته المواطنون التونسيون الذين هم من عامة الشعب و الذين ليست لديهم أيّة انتماءات سياسية و حزبية هم من حاولواافساد تلك المسيرات التي رأوا فيها تعديا و انتهاكا لهويتهم و تاريخهم
    =======================
    فيما عدى ذلك مقنع بما فهمته

    RépondreSupprimer
  3. تونس بلد كل التوانسة. والاختﻻف وحتى التضارب من سنن الكون. وإقناع الجميع غاية ﻻ تدرك

    RépondreSupprimer
  4. Ce commentaire a été supprimé par l'auteur.

    RépondreSupprimer
  5. نعم البرهان و نعم الجواب يا بنت الهنشير .
    أصيلة!

    RépondreSupprimer