mercredi 23 mars 2011

تصفية الكلمة المضادة ... وتصفية الخصوم

فكرة كتابة هذه المداخلة  أتت من حادثة وقعت منذ ساعة تقريبا عندما تفرجت على شريط  فيديوعلى الفيس بوك وضع له عنوان: هام جدا !!! جرائم الحبيب بورقيبة.ج1 .  وفي الشريط  حديث عن تصفية الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة لخصومه السياسيين. هذه الحقبة أثرت بدون شك في تاريخ تونس إذ أفرغت الساحة السياسية من الأفكار ومن المنافسة ومن الزعامات... إلى حد  جعل زين الهاربين  بن على، الأفّاق قاطع الطريق الجاهل، يطمع في الحكم، وناله على طبق من ذهب... وجعل عائلتي بن علي والطرابلسي تتنافسان على الثروة والسلطة جهارا بهارا...وجعل ليلى الطرابلسي كما راج تطمع هي أيضا في الحكم... فبعد أن نالت لقب سيدة تونس الأولى، وبعد أن نالت شهادة الدكتوراه في القانون، بدأت تخطط، كما يروى، لكي تكون أول رئيسة جمهورية عربية. جرائم بورقيبة وقد اصبح الرجل من التاريخ  يحاسبه عليها التاريخ. وجرائم بن علي المخلوع وأتباعه ينبغي أن تحاسبه عليها عدالة  شعبية منصفة. ينبغي أن نعرف الماضي وماحصل فيه من أخطاء فنستفيد منها، وأن نتتبع الحاضر بكل يقظة حتى نبني مستقبلنا على أسس سليمة. بعد أن تفرجت على الشريط علقت عليه...لكن في لمح البصر محي التعليق... فعلقت على الشريط نفسه تعليقا ثانيا ... وبأسرع من لمح البصر، هذه المرة، فسخ التعليق الثاني

وقد كتبت في التعليقين ما معناه: ثمة أناس لم يكونوا في السلطة  في مرحلة من تاريخ تونس وأفتوا بتصفية 23 مثقفا تونسيا...وسوف نرى فتاوى التصفية تتهاطل على رؤوس التوانسة، لو-ﻻ سمح الله - وصل هؤﻻء وأتباعهم إلى السلطة... فإخوان النهضة يتبعون سياسة التسلويس حتى يتمكنوا... وكل الوسائل صالحة لتحقيق غاياتهم. فقد سمعت واحدا من المنتمين إلى النهضة في برنامج على قناة نسمة ينادي مي الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي بصديقتي مي ، وناداها مرة ثانية بالصديقة مي... ولن أتعجب من سماعه في مناسبة أخرى ينادي حمة الهمامي، زعيم حزب العمال الشيوعي التونسي، برفيقي حمة، أو بالرفيق حمة

 من فسخ التعليقين  ﻻ يختلف عن الزعيم الحبيب بورقيبة وﻻ عن الرئيس المخلوع، لأنه  مثلهما ﻻ يقبل النقد وﻻ يقبل الراي المخالف... وتفزعه الحقيقة... ويشعر بأن الكلمة تهدده ، أو تهدد التيار الذي ينتمي إليه. ومن يقدر على تصفية الكلمة اليوم بفسخها حتى ﻻ تصل إلى جمهور محدود، يكون قادرا غدا عندما يتسلم السلطة على تصفية الاشخاص جسديا حتى ﻻ تصل أفكارهم إلى الناس. لقد كان بورقيبة وبعده  المخلوع يتصرفان بمفعول سكر السلطة والخوف عليها. والسكر كما صنف خمسة أنواع: سكر الشراب، وسكر الشباب، وسكر المال، وسكر الهوى، وسكر السلطان. ولم يكن الشيخ راشد الغنوشي واقعا تحت  مفعول  أي نوع من المسكرات المذكورة عندما أفتى بتصفية مواطنين تونسيين. فما كان - معاذ الله - يتناول الخمر. وما  كان شابا متهورا عندما أهدر دم مخالفيه في الرأي. وما كان - كما حدّث عن سيرته - ذا مال حديث أو تليد يطمعون فيه. وما كان إفتاؤه عن هوى  وحب لهؤﻻء حتى تصح فيه مقولة: ومن الحب ما قتل.  وما كان ذا سلطان يخاف عليه وقتها من هؤﻻء التوانسة  الثلاثة والعشرين الأبرياء المتسلحين بالقلم وعزته... إنما السكر حالة عرضية تزول بزوال سببها. وإن ما دفع الشيخ إلى هذه الفتوى ويدفع أتباعه إلى ممارسات إقصائية إلغائية من قبيل محو تعليق  بسيط ﻻ يصب في مصلحتهم على سبيل المثال...  أخطر بكثير. إنّه داء مزمن ، ﻻدواء له... إنه التعصب ...فالشيخ راشد الغنوشي، كما الزعيم بورقيبة وبن علي المخلوع، يتشدق بالديمقراطبة ... ولكن ﻻ يؤمن بالديمقراطية وﻻ بالتعدد، ﻻ هو وﻻ أتباعه ... إنه متعصب ... والتعصب ﻻ مرادف له سوى الدكتاتورية

ملاحظة: من  أعطى ليلى الطرابلسي الدكتوراه في القانون ينبغي أن يخضع للمحاكمة ، وﻻ بد أن تسحب منها هذه الشهادة حتى يرد الاعتبار للشهادات التونسية

5 commentaires:

  1. أحسنت بنت الهنشير...و لو أنني أعتقد أن الغنوشي و بن على هما صنيعة بورقيبة الصرفة...للأسق نجد اليوم من يتباكى على بورقيبة و على عهده...الدساترة /التجمعيين بريدون العودة في جلباب بورقيبة الذي أجهض المشروع الديمقراطي في تونس و فتح باب الديكتاتورية بعد أن مارسها مدّة31 سنة

    RépondreSupprimer
  2. الشيخ راشد الغنوشي اسس الحركة الاسلامية وقضى 40سنة بين السجون والمنافي والملاحقات الامنية وتجهم القريب وظلم البعيد.
    عندما نجحت الثورة وجاء وقت الحصاد رفض أن يترشح لأي منصب كما إنه لن يترشح لرئاسة الحركة مرة أخرى فاسحا المجال أمام الشباب ومتفرغا للعمل الفكري والاجتماعي لفائدة الناس
    الا يستحق هذا الرجل كل احترام وتكريم وهو يعيد سيرة الشاعر العربي القائل
    يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعف عند المغنم
    ملاحظة: عندما يخطئ الشيخ راشد او حركة النهضة فهذا لا يعني ان ننسب هذه الأخطاء إلى الإسلام.
    فلا أحد له الحق ان يمثل أو يتكلم باسم الاسلام سواءكان شخصا او حزبا او دولة.
    و السلام

    RépondreSupprimer
  3. لن أعطي دروسا لبنت الهنشير، فهي من القلائل الذين لم يصبهم داءالنسيان ...

    RépondreSupprimer
  4. إلى الحﻻج: إن عجلة التاريخ لن تدور إلى الوراء، لأن ذلك ضد منطق الطبيعة... وشكرا على الطلة والتعليق
    إلى عبد الباقي: إن العبد فان والله حي دائم والدين باقي. ونحن غير مختلفين في الجوهر: ﻻ يحق لأحد في بلد مسلم أن يحتكر الكﻻم باسم الإسﻻم، فيفرض بذلك معادلة خبيثة: إن كنت معي، فأنت مع الإسﻻم ؛ وإن لم تكن معي فأنت ضده ... أما عن ترشح الشيخ الغنوشي من عدمه ...فهذا ما ستكشفه الأيام...الكرسي وثير ومغري
    إلى الحداد: ذاكرتنا هي جذورنا... وهي تحفظ تراكمات حياتنا و تشكل خصوصيتنا ... فأناعندما أقول للحداد وللحﻻج أيضا و حتى لعبد الباقي: أنت أخي في تونس... تصلح له ولكل التوانسة وﻻ تخص غيرهم على وجه الأرض
    لتغليقك يا الحداد نفحة طيبة ونكهة لذيذة دائما...فشكرا جزيﻻ

    RépondreSupprimer